الرئيسية » » الطريق إلى مكة / شعر: عبد الله السيد شرف

الطريق إلى مكة / شعر: عبد الله السيد شرف

Written By هشام الصباحي on السبت، 4 أكتوبر 2014 | أكتوبر 04, 2014

( الطريق إلى مكة / شعر: عبد الله السيد شرف )
.

مدِّي لهاجرَ خارطاتِ الوجْدِ

حتى يرجعَ الصوتُ المُهاجرُ

في عباءتِهِ شُعاعُ الفجْرِ ..

يسْتلُّ الضُّحى ..

ويؤوبُ مبتلاً بعطْرِ الشَّوْقِ والألقِ القديمْ

شدي لها رمْلَ الطريقِ مُسوَّماتٍ،

ما تناثرَ منْ عبيرِ الأمسِ

والسَّعفِ المُندَّى بالدماءِ .. وزمزميها ..

أنتما بدْءُ الطريقِ

وأنتِ خارطةُ التوحُّدِ والخلاصِ .. فأذِّني،

كيْ لا تميلَ ركائبي

قولي: وتفقدُ صهوةَ الوشْمِ القديمْ

وصوْلةَ الدَّمِ

واحْمليها للصَّفا طوْراً، وللأركانِ أطْواراً،

خذيها نحوَ منعرج اللوي «لأبي قُبيْسٍ»، تحتويه ويحتويها

قرِّبي الوجْهَ الممزَّقَ للمرابطِ، ما اكْتريْتُ

ولسْتُ منْ بينِ الجُناةِ

فعانقي قلبي المُعنّى

قرّبيها كيْ تشمَّ عبير سلوى والعواتكِ

واصحبيها للبقيعِ

وزمّليها بالشراشيفِ النجومِ .. لعلَّها

ثم انشري بينَ الجموعِ مُقطّعات الرومِ

والفتحِ المبينْ

واثْرُدي عطْرَ الثنياتِ البلابلَ

يسكنُ الوجعُ

مُدِّي لهاجرَ ما تساقطَ منْ أديمِ الصُّبحِ

ما ألقتْهُ أوجاعُ البلاد

وما تهاوى منْ سديمِ الأمسِ زلزلةً

وصلصلةً ..

خذيها للسقيفةِ،

كيْ تفيقَ الصافناتُ الغافياتُ

على أرائكها الرهانْ

....

لا تتركيها لقمةً للريحِ في جوفِ الحجونِ

تجوبُ بحثاً عنْ أنيسٍ

تملأ الأقداحَ باللغوِ المراوغِ

بكِّي لهاجرَ .. والعشيرةِ ..

كلَّ أوجاعِ الطريق

ومهِّدي بالعادياتِ الصبحْ

أو .. بالمورياتِ القدحْ

خارطةَ الفتوحِ ..

وأبشري!



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads