الرئيسية » » مواسم للحياة | هاني عويد

مواسم للحياة | هاني عويد

Written By هشام الصباحي on السبت، 4 أكتوبر 2014 | أكتوبر 04, 2014

( من ديوان مواسم للحياة الصادر 2006 ـ للشاعر هانى عويد )

مواسم للحياة ...!


العالمُ ينصهر
يتيبّس وينصهر
وأنا فى كلّ مرةٍ أنجو بأشيائى
ربما عثرَ علىّ حظّى..
لأكمل ملحمة الرفض وأطرّز ..
معلقة التسويف
وأسوى ممرًا للخروج,
العالمُ يتداخل فى حنجرته,
موتى..,
وشظايا ترقصُ موغلة ًكفرار أشعّةِ الحلم,
- منْ يهصرُ منْ ؟!
- ولمن كل هذه الأسوار ؟!
أشباحٌ من أظافر الرعدِ تسلّ نسيجَ النور
أدخنة تتنفس البشر
شحّاذون,
وأرصفةٌ لا تلحق نفض الملح عن كاهلها,
والميدانُ قد ضجّ بآلاف الجثث العابرةِ
كما تصرخ مقابرُهم الأليفةُ 
من قسوةِ العيش الباهت,
ولاشئ يقى عورة الرؤى
سباق المقاسمة..,
ولم ننجو من استدراجات الطرق
ولا من حفر القلق فى وسائدنا,
وحدهم..
من يسوّقون لكوميديا الخرابِ الأنيق,

- تُرى أيّهما يردى الآخر
ألهةُ النووى أم أبالسة الفناء ؟!!

بلا رحمةٍ نتشرّبُ الوحلَ
ونألف لعبة التأخر
- فبماذا أخاطبك..
يامن تهبنى لحظة التجول فى عينيك؟!
ـ وبأى لغةٍ أحلُّ تعاويذ القبح؟!

الزحامُ يطوى خطايا
وهناك من ينادينى
أشعر به يتلاشى
ولا تعينُنى قدمى اختراقَ الكتلَ البشرية َ
للحاق به,
مخالبٌ تجذبُنى للقاع,
وطرقٌ تتنازعُ أمعاؤها,
والهاوية لاتبتعد كثيرًا
كلٌ يسقط فى خطاه,
كلٌ يفتقدُ شيئًا ما لم يأتى ذكره,
كلٌ له حضور فى ذلك الحفل التنكرى,
كلهم مشاركون ..
فى افتضاح جسد الرهبة 
وهلهلة قميصها,
ولا توجد قطرة دم تفق أوتخجل
ولا أعرف وقتَ انشقاق هذه الأقنعة,
الشئ الوحيدُ الذى أعرفه
أن التاريخَ باتَ عاريًا 
يأكله الفقرُ..
وتلعقهُ ديدانٌ ضالة
قبل أن يغادر قضبانَ الجحيم.

وأنا فى كل مرةٍ أنجو بأشيائى
لكن ليس دائمًا يعثر علىّ حظّى
ولستُ سوى هذه الأوراق
وعقدٌ موسمىٌ للحياة !!


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads