هل الإنسان كائن مهزوم ؟
..
فرت العصافير حين أحدث المترو ضجيجه
فأغمضت عينى للحظة ،
والانسان أكثر تعقيدا مما نتصور .
العلاقة وطيدة بين الزمن والشمس
والأيام تعرفنى بما لا أتوقع
أقارن بين طفولة "يارا سلام" وشيخوخة الحياة
وأقارن بين البراءة والمناورات .
عندما تتراص النوافذ الصغيرة المربعة فى البنايات البعيدة : مضيئة ومظلمة ونصف مضيئة ، أحس بالشجن الذى يتوهج خلفها ،
وفى كل لحظة .. أعيد اكتشاف نفسى
ثم أسرح متأملاً الأرض الشطرنجية فى البلاط الكلاسيكى ،
غارقاً بين الزمن الحى والزمن الميت .
أطلق المترو صفيره المتواصل وهو ينعطف فى المنحنى الطويل
ولم يكن هناك أى سبب يدفعنى للبكاء ، حجرتى كما هى ، الكمبيوتر مفتوح ، والقط يتثائب عند الباب ، قمت لأرتب الأوراق على المنضدة الصغيرة ، لم أكن متضايقاً ، ولم أكن أفكر فى أى شىء ، وفجأة وبدون أية مقدمات ، وجدتنى أجهش ببكاء عنيف ، يكاد يزلزل المكان .
أنفصل عن الشىء ، فى لحظة اتصالى به :
أريد أن أمتلك الوجود ، أريد أن أفتح قميصى وأسترخى على العشب ،
ليس الزمن هو الماضى والحاضر والمستقبل .. هناك أزمنة أخرى تخص كل واحد منا
الدمعة غطت صفحة العين
والقط نائم على مقعد فى الشرفة .
نظل نعيد إنتاج المأساة
والمقعد الذى ركناه بجوار التلفون ظل يشهد أحزانى
أتفكر فى نافذة الموتى التى كلما فتحتها : رأيت وجوها تنظر لى بما يشبه النداء
أتفكر فى الأيام التى تتوالى بلا رجعة
وفى الناس حبيسى الجدران .
عندما يتوه الزمن فى البيوت
يملؤنى الحنين لما لا أعرف
أضع الجاكيت على كتفى
وأفتح باب الشقة مسرعاً
نازلاً السلم درجتين درجتين .