الرئيسية » » من قصصى | صلاح فائق

من قصصى | صلاح فائق

Written By هشام الصباحي on السبت، 13 سبتمبر 2014 | سبتمبر 13, 2014


جبالٌ بين الشمسِ والقمر

لاشيء يفيدني هذا اليوم
ريحٌ تعصفُ في الخارج ـ احبّ المجازفة
لا تخيفني هاويةٌ هنا او هناك في الطريق
من اجل عثوري على اشياءَ عابرة
تُغني كتابتي بصورٍ او لأتبجحَ , في ما بعد
بمشاعرَ وأوهام .
ارغبُ , وانا في هذه الحال , اتطلّع الى الكون
قد اشاهدُ جديداً : الشمسُ تعيقني
قبل ايامٍ لحظتُ جبالاً بينها والقمر .

***

اكتبُ في غفلةٍ من فمي

كيفَ اهتدي , في هذا الوقت المتأخر من حياتي
الى ثمارٍ نسيتها في احدى ذكرياتي ولسنواتٍ
لم تجفّ لم تتعفنّ وظلتْ تتنفسُ ؟
لغزٌ قد تعرفهُ منابعُ انهار
وقمة جبل , وقد لا تعرفانِ
في هذه الارض التي هي مكتباتٌ بلا نهاية
وفي كلّ كتابٍ ظلالُ سلالمَ
ليستْ في اي مكان

سأسالُ طرفَ منضدتي
ونهاية هذه الليلة , التي تشبهُ
غرفتي الخاوية

اذا اجابا , ساكتبهُ في غفلةٍ من فمي
على الثلجِ , انتظرهُ يذوبَ ويتلاشى
فهذا متعتي

***

الحارس

امضي , مرةً في الاسبوع , في منتصفِ الليل
الى حارسٍ ومعي قطعة حشيشةٍ من لبنان
- جلبتها ؟
- نعم 
انتظره يدخّنُ , يسترخي
ادخلُ السوبرماركت , الملمُ في حقيبةٍ ما احتاجُ لأيام 
اسمعهُ يغني وانا اخرجُ من الباب الخلفي
اغلقهُ وابتعدُ

***

صراخُ طفل

لا نهاية لهذا الشارعِ بين إمرأةٍ واخرى
انا بينهما امضي حائراً ـ 
عضّتْ احداهما ذراعي اليمنى
قبلَ اعوام , كي لا تكتبَ مرة اخرى قالتْ لي
ذلكَ هيّجني , حملتها الى سريرٍ من خشبٍ منخور
وفراشٍ قذر , فصاحَ طفلٍ صغيرٌ فيّ
ارجوكَ إهدأ اريدُ ان انام .
تركتها عاريةً تتذمرُ
الى جسرٍ قريب ذهبتُ , لأتأملُ الامواج
ثم جسدي الكهل , ولوقتٍ طويل

***

في اعماق ِ محيط

يومٌ آخر امطارهُ غزيرة
سأذهبٌ مساءً الى حفلةِ رقصٍ في قاعة
اشتريتُ بطاقتها امسِ وقنينة نبيذ .
صوت حنفية المطبخِ يزعجني
وايضاً صوت مطرٍ ينهالُ على الشبابيك
اسمعهما وانا مازلتُ على سريري 
ليتني في قطارٍ سريعٍ يندفعُ في اعماقِ محيط
اقرأ " بريد الجنوب " , هاتفُ جيبي مغلقٌ
وان افقدَ , مع مرور الوقت , ذكرياتي

***

ميناء

امشي في ميناءٍ مهجور
ارصفةٌ مملوءةٌ بكتبٍ ولوحات
نوارسُ ميتة , جرذانٌ في كل مكان
رزمُ نقودٍ مبعثرةٍ نسيها غزاة
ملفات , خرائط , نقالاتٌ عليها جرحى
لا يحملُها احد , مجنونةٌ عاريةٌ تغني
توابيتُ مستوردة , سفينةٌ مزدحمةٌ بقتلى
ينتظرونها تغادرُ الى بلدهم , لكن بلا جدوى
فهي بلا قبطان , واخيراً قائدهم
وقد تعرى , يلتقطُ قملاً من ملابسه الداحلية


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads