الرئيسية » » عمامة أبي الى محمود حربي لعله يرضى | محمد حربى

عمامة أبي الى محمود حربي لعله يرضى | محمد حربى

Written By هشام الصباحي on الأحد، 14 سبتمبر 2014 | سبتمبر 14, 2014

عمامة أبي 

الى محمود حربي لعله يرضى 
قُلْتُ لِنَهري – وهو يلُفُّ جِلبابَهُ 
حولَ وسطِهِ في مواسمِ الحصادِ: -
لَنا ربٌّ يحبُّ الغناءَ، 
ويعرفُ الضحكَ في وجوهِ الصَّبايا
تَرَكَ لِلموسيقى مداراً تقودُ فيهِ طوافَ الكائناتِ
حولَ شجرةِ اللِه
فَأَشْعَل الماَء نشوةً في الصدورِ
- وهيَ تَنْحَني لِجَمْعِ الحبِّ والحطبِ-
ونَما غُبارٌ حولَ أعواد الذرةِ
ورفَضَ الطوافَ
لكنَّ القمحَ طافَ
وآخى بين القبائل حتى أقْسموا بنارِ الأرْغِفةِ
ثمّ أشْعَلوا دوائرَ الرقصِ والغناءِ
2
قالَ نهرٌ – وهو يَلُفُّ العَمامةَ حولَ رأسهِ قُبيلَ الصلاةِ –
آتني مُصحفاً لأضْبِطَ الإيقاع والنَّغم
فجَلَسنا معاً على حصيرةٍ نُراجِعُ وقعَ الصدَى
كُلَّما فَرَّتْ منْ قَسْوَرَةِ الوقتِ
جِيادٌ صارَ رَكْضُها تحتَ خَيْمةِ الغِواياتِ
يُثيرُ الغُبارَ على رُكْبَةِ البحرِ العاريةِ
***
3
حاوَلْتُ يوماً إخفاءَ العَمَامةِ منْ فوقِ رأْسِ النهرِ
قُبيلَ إصابتهِ بِجَلْطَةٍ دمَويةٍ
يَدْفَعُ النهر درَّاجةً هوائيةً بين الحقولِ
حاملاً حفنةً من العُشْبِ والأحلامِ
وبقايا منْ مطرٍ رذاذٍ عَلَّقَ فوقَ جبهته النهرِ وهو يُغادرُ ماءَهُ الأثيرِ
بينما الدرَّاجةُ تتقي الطينَ المُراوغَ حتى تلحقَ الغذاءَ
4
رأيْتُ شالَ العمامةِ يَحكي لِشَجرةِ البرتقالِ عنْ صمتِ الرُّؤى
فأخْبَرَتْهُ شجرةٌ فاضَ بها حملُ الغمامِ :
آتِني ما لدَيْكَ فَبَكا وأعادَ تَرْتيلَ الكلام
5
حمَلْتُ الشالَ على كَتِفي
وفَتَحْتُ مُصحفاً أضبطُ الإيقاعَ والنغم
فسقَطَت بُرْتُقالةٌ ضامرةٌ
واهتزَّ تحتَ وقْعِ الركْضِ شالٌ فوقَ طربوشٍ أحمر
بِذيلٍ كالجوادِ ومَشَيا إلى الخزانةِ
طَلَعَتْ لي في المرآةِ ظلالٌ أعرفُها
َرقصَت على وقع ٍأحفظه في "الرحمن "
وطفرَتْ دمعةٌ لا أعرفُ من أين جاءَتْ
على جَبْهةِ المرآةِ
وبدأَ الطوافُ حولَ جسد
وسقطَ مطرٌ يقرأُ الفاتحةَ
وعدْنا إلى غبارٍ ينمو حولَ حطبٍ
ويرفضُ الطوافَ
فحزنَ اللُه وأمطرَتْ السماء
وطار شالُ العمامة

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads