الرئيسية » » قمصان | أمجد ناصر

قمصان | أمجد ناصر

Written By هشام الصباحي on الأحد، 14 سبتمبر 2014 | سبتمبر 14, 2014

قمصان

هذا هو القميصُ.
قديمٌ بعضَ الشيءِ وفَضفَاضٌ،
يحتاجُ إلى ملامسة سريعة،
من يد امرأة مثلاً.
صحيحٌ، ثمة اهتراءٌ طفيفٌ في الياقةِ،
كالحٌ إلى حدٍ ما تحتَ الإبطينِ
لكنهُ، على أية حال،
لا يزالُ صالحاً للنزهة
صالحاً لِسَوقِ قطيعٍ من الماعزِ
في رياحٍ موُشِكة.

***
لا تذهبْ في الظّنِ بعيداً 
فالقميصُ لا يمتُّ بصلةٍ ما
إلى الرجلِ المُقام نُصبُهُ في الساحةِ
وحيداً كإله الضّجر.
لا يأخذنّكَ الظنُّ بعيداً
هذا القميصُ له شَرفُ الخسَارةِ
لكنه ليس لذلك الرجل.

***

إنّهُ قميص!

***
عندما نبتدئُ صباحاتِنَا
بارتداءِ القمّصان المشجّرةِ،
فالأمرُ يعني توجيه تحيةٍ شاسِعةٍ
إلى الصباحات.

*** 
في كلِّ صباحٍ ننهضُ من أحلامنا المُغتالةِ
وعلى أفواهنا أحماضُ الليالَي،
وثمة في الشفتين رغباتٌ مهزومةٌ
وبقايا كلامٍ 
نُهرعُ إلى الأدراجِ والمشاجبِ
وبحركاتٍ ملولةٍ
نُبعثرُ الثيابَ اليابسةَ
بحثاً عن قميصٍ مناسب.

***

أيُّ ريحٍ تُجفّفُ قُمصانَنَا
الغارقةَ في الشهواتِ؟

***
الفلاحونَ يزرعون القطنَ طويلَ التيلةِ،
لكنهم يرتدونَ الحراشف.

***
عندما إلينا يُصوّبُ الرّصاصُ
من المكامنِ اللائذةِ
يخترقُ قمصانَنا،
ويُحدثُ ذلك الصَّفيرَ الذي يدلُّ عليه الدم.
وعندما إلينا تُصَوّبُّ الأزهارُ
من الروابي والأيدي التي على وشكِ
النعاسِ تُحدثُ ذلك التوهُجَ الذي
تدلٌّ عليه القُبُلات.

***

في اللّيل تهيمُ القمصانُ
على وجوهها بحثاً عن المناكبِ
والأزرارِ المتساقطةِ.

***
يسألونكَ عن القمصان
قُل هي:
رايةُ الجسدِ
شراعُ الرَّغباتِ.

بيروت ـ نيسان 1980 / من ديوان "منذ جلعاد"


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads