الخَراب
ذِئابٌ
في وَطَنِي المَغْدورْ
حَوْلَ كَراسي النَّهْبِ
تَدورْ
وَبلِادي امْرَأَةٌ جُوعانة
ما بَيْنَ عَواءٍ
وَزَئيرْ
الكُلُّ يَحِدُّ أَسْنانَه
وَالجِيفَةُ صارَتْ بَرْدانَه
كَمْ كَلْبٍ قَدْ باتَ
يُغَنِّي
لِيَغْدُوَ امَّعَةً وَوَزيرْ
مُؤَذِّنُ القَرْيَةِ
وَرَئيسُ الحِزْبِ
وَالعاهِرَةُ المِغْناجْ
وَالخَفيرْ
الكُلُّ فِي رَمْشَةِ عَيْنٍ
قَدْ حَكَّ خِصْيَتَيْهْ
وَفَتَّلَ شارِبَيْهْ
وَباتَ مُناضِلاً كَبيرْ
الأَحْزابُ دَكاكينُ بَقالَة
وَمَدينَتي أَكْوامُ زِبالَة
وَالنُّوّابُ يَنْهَقونَ كَالحَميرْ
المَناصِبُ تُباعُ بِالوِكالَة
فِي بَلَدي تُهْدَرُ الحَياةْ
وَدِجْلَةَ يَشْرَبُ الدِّماءْ
فِي مُدُنٍ قَدْ خانَها الضَّميرْ
يا حَسْرَةً
بُتْنا نُنافِسُ الخِرافْ
إذْ يَقْطَعونَ رُؤوسَنا
فِي حَفْلَةِ النُّذورْ
الوَطَنُ سَيّارَةُ اسْعافٍ
سَوْداءْ
لا كَفَنَ فِيهِ وَلا جَبّانَة
.........
فِي وَطَني المَنْكوبْ
الكُلُّ يَمْشي بِالمَقْلوبْ
لِيَصيرَ أَميراً
أَوْ رِئيسَاً
أَوْ رُبَّما سَفيرِ
أَمّا نَحْنُ أبْناءُ اللهِ
البُسَطاءْ
شَغيلَة وَكَتَبَةُ وَأُدَباءْ
لا نَبْحَثُ عَنْ أَكَثَرَ
مِنْ عُلْبَةِ كَبْريتْ
لِنِدَخَّن سِيكارا
وَلِنَأكُلَ الخُبْزَ مَعَ الكِرّاثِ
أَوِ الجَرْجيرْ
وَلَوْ زارَتْنا الأَحْلامُ
لِمامَا
سَنَنامُ عَلى الأَرْضِ
عَرايا
لِيَطْبَعَ عَلى ضُلوعِنا
أَوْشامَهُ الحَصيرْ
فَلَنا فِي الذُّلِّ قَصاصْ
وَلَنا فِي العارِ سَريرْ
طُوبى لَكِ جَهَنَمَ
أَهْلَاً يا بِئْسَ المَصيرْ
بغداد الثلاثاء، 09 أيلول، 2014
