نوبة رجوع
يجمع الطفل حطبا ليحرقه
ثم يبني من رماد بيتا صغيرا
وينفخ فيه فيصير قصيدة محترقة
يجمع الطفل حطبا ويصنع خصا صغيرا
ويسميه الوطن يهرب إليه
كلما أشعل دخان الاسئلة في شواشي الذرة
يصنع ركنا لهواة الموت يتفرجون على شرفة الحقول
باتساع النهر
وحلكة العتمة
ثم يعلن نفسه نبيا للقصائد الضريرة
ويجلس وحده
ليسمع الأسلاف الذين يخرجون من المقابر القريبة
قرآنه وأغانيه عن عمر
وعلي ومدائن الفتوى والفتوحات
ومدائن تفتح الأبواب للنص يتسلل
شجرا وأرفا
وتفتح سيقانها للجنرال يتسلل
شجرا مقطوع الثدي والأعناق
ثم يبختم السير الفريدة للقرى
تحجل في ظل من يحكم
وتنعس عند الباب في الانتظار
في الفجر بعد أن ينصرف الموتى
يجمع الطفل شجرا ويحرقه
فقط ليثبت النبوءة على حدود الدخان
ويحكي له ما تبقى من السير
****
يتسم الموت بالهدوء وربما بالبطْء
ويفشل في إنهاء قصيدة الملاريا
وهي تكتب للطفل عمرا
استثنائيا ضد الطبيعة
وضد رغبات القبور التي لا تشبع في القرى
يجمع الطفل كتبه الممزقة الأغلفة
ويهبط المدينة فيصير شاعرا
لا تسمعه الحقول
وهو يصرخ بتحية الفتوة
في الشبابيك المنذورة للريح في القطار
يجمع الطفل الحصى في المطر
ربما ليذكره بالحطب الذي جمعه ليلة البارحة
في الكهف وهو يتهيء للصيد
***
يصنع بيتا بلا سقف ، ويسميه الوطن
هنا بالضبط تهرب القصائد الضريرة
الى النهرالذي يتسع على الخرق
فيعود الطفل شيخا وكهلا
ويعود الشعر وحده في القطار الليلي
ليلحق نوبة الرجوع
عند المستمعين الوحيدين لآلة الطرب الإلهية