الرئيسية » » نوبة رجوع | محمد حربى

نوبة رجوع | محمد حربى

Written By هشام الصباحي on الخميس، 11 سبتمبر 2014 | سبتمبر 11, 2014

نوبة رجوع


يجمع الطفل حطبا ليحرقه
ثم يبني من رماد بيتا صغيرا 
وينفخ فيه فيصير قصيدة محترقة
يجمع الطفل حطبا ويصنع خصا صغيرا 
ويسميه الوطن يهرب إليه
كلما أشعل دخان الاسئلة في شواشي الذرة 
يصنع ركنا لهواة الموت يتفرجون على شرفة الحقول
باتساع النهر 
وحلكة العتمة
ثم يعلن نفسه نبيا للقصائد الضريرة
ويجلس وحده
ليسمع الأسلاف الذين يخرجون من المقابر القريبة 
قرآنه وأغانيه عن عمر 
وعلي ومدائن الفتوى والفتوحات 
ومدائن تفتح الأبواب للنص يتسلل 
شجرا وأرفا 
وتفتح سيقانها للجنرال يتسلل 
شجرا مقطوع الثدي والأعناق
ثم يبختم السير الفريدة للقرى
تحجل في ظل من يحكم
وتنعس عند الباب في الانتظار 
في الفجر بعد أن ينصرف الموتى 
يجمع الطفل شجرا ويحرقه 
فقط ليثبت النبوءة على حدود الدخان
ويحكي له ما تبقى من السير
**** 
يتسم الموت بالهدوء وربما بالبطْء 
ويفشل في إنهاء قصيدة الملاريا 
وهي تكتب للطفل عمرا 
استثنائيا ضد الطبيعة
وضد رغبات القبور التي لا تشبع في القرى 
يجمع الطفل كتبه الممزقة الأغلفة
ويهبط المدينة فيصير شاعرا
لا تسمعه الحقول
وهو يصرخ بتحية الفتوة
في الشبابيك المنذورة للريح في القطار 
يجمع الطفل الحصى في المطر
ربما ليذكره بالحطب الذي جمعه ليلة البارحة
في الكهف وهو يتهيء للصيد
***
يصنع بيتا بلا سقف ، ويسميه الوطن
هنا بالضبط تهرب القصائد الضريرة
الى النهرالذي يتسع على الخرق 
فيعود الطفل شيخا وكهلا 
ويعود الشعر وحده في القطار الليلي 
ليلحق نوبة الرجوع 
عند المستمعين الوحيدين لآلة الطرب الإلهية


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads