ـــــــــــــــــ في حديثها عن انتظاره مساء
إبراهيم نصر الله
ولا يعرف الوقتُ أني هنا في انتظاركَ
لا يعرف الناسُ ذلكَ
لا يعرف البابُ
لا توتـةُ الدّارِ تعرفُ
لا حَـوْشُ بيتك يعرفُ
لا حوضُ نَعْنَاعِنا في الظَّلامِ
ولا ما وراءَ الغيومِ هنالكْ
وقلبـي عليكَ
عليََّ
على عشرةٍ يكبرونَ هنا في الغيابِ
ولا يعرفون بذلكْ!
وقلبي على الدّربِ
دربِـكَ في الليلِ
خطوِكَ في وحْـلِ غربتنا
وعلى حالِ تلكَ البلادِ وحالِكْ
ألملمُ جسميَ بعدَ المساءِ
كما تَجْمَعُ الرّيحُ حفنةَ رملٍ وتوْدِعُها في الزّوايا
وأرتقُ روحي بأن أتذكَّرَ وجهَكَ
عينايَ متعبتانِ.. وضوءُ السقيفةِ حالِكْ
وعتبةُ بيتي هنا تتعثّرُ
عَبْادُ شمسي.. وزوجُ الحمامِ
صياحُ الدّيوكِ الذي ما ارتوى
من نهـارِ عيونكَ أو من جمالِكْ
لماذا تأخَّرتَ هذا المساءَ؟!
الرّياحُ تـئنُّ
وتحتَ سمائي ترنُّ
الخطى في البعيدِ.. وتنأى
كأنَّ الشوارعَ تَجْمَعُ ما فوقها من أُناسٍ
وتنثرهم
ثم تَجمَعهم
ثم تنثرهم
كلُّ مَنْ تحت هذي السّماواتِ هالِكْ!
ليسَ لي غيرُ كفِّـكَ
قمحِكَ..
في ليلة الغرباءِ الطويلةِ
لا تلتقي نجمةٌ نجمةً
وتَضيعُ المســالِكْ
تأخـَّــرتَ أكثرَ مما انتظرتُـكَ
قلـبي عليـكَ
يُشَــرِّقُ حيناً.. وحيناً يُغَــرِّبُ
يَقْطَـعُ بالخوفِ هذي الليالي
ويجري
وما خلفه الآن تجري وتجري إلى مطْلَعِ الفجرِ
أُمُّ عِيـالِـكْ