الرئيسية » » صديقتي الحبيبة فاطمة | انتصار دوليب

صديقتي الحبيبة فاطمة | انتصار دوليب

Written By هشام الصباحي on الخميس، 14 أغسطس 2014 | أغسطس 14, 2014

صديقتي الحبيبة فاطمة..
لا أفهم لماذا أحببت أن ألقي تحيتي عليكِ وأنا مُرهقة, أنا دائمًا مرهقة, ربما لو كان لي وطن أو أسرة لارتحت, ربما مجرد فكرة أن هناك تُراب صالح ليّ. لكنني أحلم دائما فاطمة, وأقف في حلمي, الأثاث المُريح مفضوض حتى في الحلم. أنا بلد من الوقوف والسيقان والخُطى. حذائي القلق ينام إلى جوار الباب وروحي إلى جوار المعطف وأصابعي إلى القفازات. أطرافي دائمًا باردة مثل أنف الساحرة الأكثر سواداً وكتفيّ الليل لصيف مُستحيل. هذا الكون لا يتقوس على الشعراء مُدليًا مصابيحه ليتفقدهم. نحن نشيخ ونضيع في أبديتنا, كغناء العصافير الهشّ, كموسيقى صدرت من فرقعة أصابع راحلة. أنت مثلي ربما, تحبين القمر عندما يكمد, نتقاسم مع العتمة أرواحنا ونسقط. فاطمة أيتها القريبة أعرف أنك أتيت من بين الأشجار العالية, وأنا لا أعرف من أين أتيت. ليس في يدي سوى الشك وحفنة ملح. أجساد الشعراء تكبر وتكبر لكي لا يرتطم الدم بالعظم. نحن لا نحتمل المزيد يا فاطم.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads