الرئيسية » » ريشةٌ صالحةٌ للسُّكنَى | إبراهيم الحسين

ريشةٌ صالحةٌ للسُّكنَى | إبراهيم الحسين

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 11 أغسطس 2014 | أغسطس 11, 2014

ريشةٌ صالحةٌ للسُّكنَى

تذهب إلى آخرك في الحمام
تذهب إلى آخر قلبك،
وتغطس في عمق بياضه..
تبري أصابعك على حدّ انكبابك فيه
وتعدّ تمتمةً كم بقي بهذا اﻷبيض من الحمام،
تتحسّسه بيديك وتتلمّسه بعظام تلهفك..
كي تدرك إن كان ثمة جناح
تدخل في الحمام، تريد أن ترمّمه،
تصعد من وقوفك العالي فيه وتعمل ما بقي فيك من اﻷشجار تستعين بها في جمع أحجاره وغسلها وإعادتها إلى مقاعدها،
فقد تنشد وقد ينهض ما بقي فيها من الدم فيهدل وقد تنتفض وتطير..
تسقط من علوِّ نظرتك وتسقط من يديك ومن لغتك إلى أبيض الحمام وتريد أن تعرف ما إذا كان ما يزال في الحمام ريشة صالحة للسُّكنى ولو حتى إلى الصباح..
تسقط من شمسك الواضحة فلا ترى بين يديك غير كُوَمِ حمام،
تعوّل على نحولك كثيرا وتصدّقه،
فهو وحده من يستطيع أن ينبئك إذْ تستحلفه: هل أبيض هناك
هل هناك أصلاً حمام..
لا أبيض إلا ما تجمّع فيك من صراخ ومن غبار وثياب مهجورة وعيون بيضاء
لا أبيض إلا ما تراكمَ فيك من الحسرة اللامعة، إذْ تطلْ على سنيِّك فيه وتمدّ ذراعك كي ترتّب اﻷنقاض هناك، ولكي تقف على سعتها..
تهيّء مكانا فيك ﻷنقاض جديدة
فبعضها واضح في انكسار هدبك
وبعضها قد خرجت أطرافه من ملامحك؛
فاذهبْ إلى حمامك ما شئتَ وأقم فيه وارتفع.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads