اسمَعْ نفائس ما يأْتيكَ مِنْ حِكَمي
أحمد شوقي
اسمَعْ نفائس ما يأْتيكَ مِنْ حِكَمي | وافهمهُ فهمَ لبيبٍ ناقدٍ واعي |
كانت على زَعمهِمْ فيما مَضى غَنَمٌ | بأَرضِ بغدادَ يَرعَى جَمْعَها راعي |
قد نام عنها، فنامَتْ غيْرَ واحدة ٍ | لم يدعها في الدَّياجي للكرى داعي |
أمُّ الفطيمِ ، وسعدٍ ، والفتى علفٍ | وابنِ کمِّهِ، وأَخيه مُنْية ِ الرَّاعي |
فبينَما هي تحتَ الليْل ساهرة ٌ | تحييهِ ما بين أوجالٍ وأوجاعِ |
بدا لها الذِّئبُ يسعى في الظلامِ على | بُعْدٍ، فصاحت: أَلا قوموا إلى الساعي! |
فقامَ راعي الحمى المرعيِّ منذعراً | يقولُ : أين كلابي أين مقلاعي ؟ |
وضاقَ بالذِّئْبِ وجهُ الأَرض من فَرَق | فانسابَ فيه انسيابَ الظَّبي في القاع |
فقالتِ الأُمُّ: يا للفخرِ! كان أبي | حُرّاً، وكان وفِيّاً طائلَ الباعِ |
إذا الرُّعاة على أَغنامها سَهِرَتْ | سَهرْتُ من حُبِّ أَطفالي على الرّاعي! |