كان لبعضِ الناسِ نعجتان
أحمد شوقي كان لبعضِ الناسِ نعجتان | وكانتا في الغيْطِ ترعيانِ |
إحداهما سمينة ٌ، والثانِيهْ | عِظامها منَ الهُزالِ باديَه |
فكانتِ الأولى تباهي بالسمنْ | وقولهم بأنها ذات الثمنْ |
وتَدَّعي أَن لها مقدارا | وأنها تستوقفُ الأبصارا |
فتصبرُ الأختُ على الإذلالِ | حاملة ً مَرارة َ الإدلال |
حتى أتى الجزَّارُ ذاتَ يوم | وقلبَ النعجة َ دون القومِ |
فقال لِلمالِكِ: أَشْترِيها | ونقدَ الكيسَ النفيسَ فيها |
فانطلقتْ من فورِها لأُختِها | وهْيَ تَشكُّ في صلاح بختِها |
تقولُ: يا أُختاهُ خبِّرِيني | هل تعرِفينَ حاملَ السِّكين؟ |
قالت: دعيني وهزالي والزمنَ | وكلِّمِي الجزّارَ يا ذاتَ الثَّمَنْ! |
لكلِّ حال حلوها ومرُّها | ما أَدَبُ النعجة ِ إلا صبرُها |