أين غد
يا قاسيَ البعدِ كيف تبتعدُ | إني غريبُ الفؤادِ منفردُ |
إن خانني اليوم فيك قلت غداً | وأين مني ومن لقاكَ غدُ؟ |
إن غداً هوَّةٌ لناظرها | تكاد فيها الظنونُ ترتعدُ |
أُطلُّ في عمقها أُسائلها | أفيك أخفى خاليه الأبدُ؟ |
يا لامسِ الجرحِ ما الذي صنعتْ | به شفاهٌ رحيمةٌ ويدُ؟ |
ملء ضلوعي لظىً وأعجبه | أني بهذا اللهبِ أبتردُ |
يا تاركي حيث كان مجلُسنا | وحيث غنّاك قلبيَ الغردُ |
أرنو إلى الناسِ في جموعهمُ | أشقتهمُ الحادثاتُ أم سعِدوا |
تفرقوا أم همُ بها احتشدوا | وغوَّروا في الوهادِ أم صعدوا؟ |
إني غريبٌ تعال يا سكني | فليس لي في زحامهم أحدُ! |