في الباخرة
أحبُّ أجلْ أحبُّ كأن نبعاً | سماويّاً تفجّر في دمائي |
لقد طاب الوجودُ بحالتيه | شقائي فيك أجمل من هنائي |
وليلي فيك أحسن من نهاري | وصبحي فيك أجمل من مسائي |
فمفترقان فيه إلى لقاء | وملتقيان حتى في التنائي |
أميمةُ إن عمرَ الحبِّ حقاً | لأعجب آية تحت السماءِ |
فما أدري لأيهما ثنائي | ثوانيه السِّراع أم البطاءِ |
أهذا الحلم يمضي شبه لمحٍ | أم الأبدُ المديدُ بلا انتهاءِ؟ |
أتفكيري هناك أم انتظاري | لأروعِ هالةٍ حولَ البهاءِ |
وأزهى من تثنَّى في حُلِيٍّ | وأبهج من تهادى في رداءِ |
وأسنى من تخطَّر في دلالٍ | وأطهر من تعثرَ في حياءِ |
سيذكر ملتقانا النيلُ يوماً | غداة تُعَدُّ أيامَ الصفاءِ |
وحيدٌُ غير أني في زحامٍ | من الآمالِ تترى والرجاءِ |
إلى أن لاح عرشُ النورِ مني | قريباً والهلالُ إلى اعتلاءِ |
فمؤتلقٌ على أفقٍ بعيدٍ | ومنعكس على فضِّيِّ ماءِ |
كذلك أنت في فكري وروحي | سناك مع الهلال على سواءِ |
وطيفٌ عبقر في خيالي | وحيد الذات مختلف الرُّواءِ! |