بقية القصة
كلاّ ولا لغة له إلا الذي | قد جال في عينيك أو عينيّا |
*** | *** |
أنتِ التي علمتِني معنى الحياة | حبيبةً ونجيَّةً وصديقا |
لا تسأليني عن غدٍ لا تسألي | فغداً أعود كما بدأتُ غريبا |
*** | *** |
بَكياكِ بالحبَب الحزين وربما | بكت الكؤوسُ على النديم السالي! |
وكأن راهبة هناك سجينةٌ | مغمورة بدموعها وعذابها |
حتى إذا عفتِ الصبابةُ وانقضى | ما بيننا أقبلت أسألهنَّ |
يا زهرة عذراء تنشرُ عطرَها | وتذيعُ في جفن الضُّحى أحلامها |
وحبيس شجوٍ في دمي أطلقته | متدفقاً ودعَوتُه أشعارا |
يا حِصنيَ الغالي فقدتُكِ وانطوى | ركني وأقفر موئلي وملاذي |
هل كان عهدَكِ قبل تشتيت النوى | إلا مخالسة الخيال الطارق؟ |
شفتاكِ في لجِّ الخواطرِ لاحَتا | كالشاطئين وراءَ لُجٍّ ثائر |
*** | *** |
*** | *** |
نسق الخيالُ زهورَها وورودَها | فقطفتُها وشممتُ عطرَكِ فيها! |
إن كان داءً فالسقامُ دواؤَه | أو كان ذنباً فالمآب قصاص! |
مرّت مواكبُه عليَّ بطيئةً | وإلى الفناء مشينَ جِدَّ سِراعِ |
يا ربِّ أرسلتَ الأشعَّةَ ها هنا | وهناك تشرقُ في الحمى والدُّورِ |
يا ربِّ أودعتَ الضحى في مهجتي | وأنا الذي أشقى بهذا النورِ! |
قد كان قلباً فاستحال على المدى | لحناً تناقله الرواةُ فسارا! |
يا حِصنيَ الغالي فقدتُكِ وانطوى | ركني وأقفر موئلي وملاذي |
*** | *** |
والدهر يغريني فأُعرض لاهياً | فيظل يفتنُني بتلك وهذي |
يا حِصنيَ الغالي فقدتُكِ وانطوى | ركني وأقفر موئلي وملاذي |
نعطي نأخذ في الحديث ومقلتي | مسحورةٌ بجمالك الأخَّاذِ |
والدهر يغريني فأُعرض لاهياً | فيظل يفتنُني بتلك وهذي |
والدهر يَهزل والغرام يجدُّ بي | ما كنتِ ساخرة. ولا أنا هاذي |
هل كان عهدَكِ قبل تشتيت النوى | إلا مخالسة الخيال الطارق؟ |
*** | *** |
أو لمعةٌ لم تتئدْ ذهبتْ بها | دكناء مدَّتْ كفها من حالقِ |
هل كان عهدَكِ قبل تشتيت النوى | إلا مخالسة الخيال الطارق؟ |
إشراقة وطغى عليها مَغرب | غيران يخطفها كخطف السارقِ |
أو لمعةٌ لم تتئدْ ذهبتْ بها | دكناء مدَّتْ كفها من حالقِ |
شفتاكِ في لجِّ الخواطرِ لاحَتا | كالشاطئين وراءَ لُجٍّ ثائر |
وكأن ثغرَك والنوى تعدو بنا | شفقٌ يلوحُ على نضيد زنابقِ |
إسعادُ ملهوفٍ ونجدةُ غارقٍ | وعناقُ أحبابٍ وعَودُ مسافرِ |
شفتاكِ في لجِّ الخواطرِ لاحَتا | كالشاطئين وراءَ لُجٍّ ثائر |
لهما إذا التقتا على أغرُودةٍ | خرساء في ظلِّ الجمالِ الساحرِ |
إسعادُ ملهوفٍ ونجدةُ غارقٍ | وعناقُ أحبابٍ وعَودُ مسافرِ |
*** | *** |
وبراءةُ الملكِ المتوجِ حُسنه | بجمالِ رحمنٍ وطيبةِ غافرِ |
*** | *** |
صحب الحياة فآده استصحابُها | ركبٌ على طرقِ الحياةِ كليلُ |
فتلفَّتَ الساري لعل لعينه | يبدو صباحٌ أو يلوحُ دليل |
خدعت ضلالاتُ الحياةِ تبيعَها | والدربُ وعرٌ والطريقُ طويل |
فتلفَّتَ الساري لعل لعينه | يبدو صباحٌ أو يلوحُ دليل |
*** | *** |
فبدا له نورٌ وأشرق منزلٌ | أَلِقٌ ورفت جنةٌ وخميل |
*** | *** |
يحمي مغارسَها ويرعى نبتها | راعٍ يجنِّبُها البلى ويقيها |
لكِ في خيالي روضةٌ فينانةٌ | غنّى على أغصانِها شاديها |
يحمي مغارسَها ويرعى نبتها | راعٍ يجنِّبُها البلى ويقيها |
نسق الخيالُ زهورَها وورودَها | فقطفتُها وشممتُ عطرَكِ فيها! |
فإذا النوى طالت عليَّ وشفَّني | جرحي وعاد لمهجتي يدميها |
نسق الخيالُ زهورَها وورودَها | فقطفتُها وشممتُ عطرَكِ فيها! |
فيكون فيه القيد وهو تحرّرَ | * ويكون فيه الموت وهو خلاصُ |
*** | *** |
بعض الهوى فيه الدمارُ وإنما | بعض النفوس على الدمار حراصُ |
إن كان داءً فالسقامُ دواؤَه | أو كان ذنباً فالمآب قصاص! |
فيكون فيه القيد وهو تحرّرَ | * ويكون فيه الموت وهو خلاصُ |
آمنت بالحب القوي وحتمه | ما من هوايَ ولا هواكِ مناص |
فسخرْتُ من صرخاتِهم وبكائهم | لا دمع إلا الدمع في أحداقي |
إن كان داءً فالسقامُ دواؤَه | أو كان ذنباً فالمآب قصاص! |
أصبحتُ والدنيا وداع أحبَّةٍ | ودموع خلاّن وحزن رفاقِ |
متدفقاً مثل العُباب ومزبداً | متفجراً كالسيل في أعماقي! |
فسخرْتُ من صرخاتِهم وبكائهم | لا دمع إلا الدمع في أحداقي |
لا صوت إلا صوت حبك في دمي | أُصغي له وأراه في أطواقي |
مرّت مواكبُه عليَّ بطيئةً | وإلى الفناء مشينَ جِدَّ سِراعِ |
متدفقاً مثل العُباب ومزبداً | متفجراً كالسيل في أعماقي! |
ساهراتُ أحلامَ الظلامِ وكلها | أشاح هجر أو طيوف وادعِ |
أبصرتُ في المرآة آخرَ قصتي | ونَعى بها نفسي إليَّ الناعي! |
مرّت مواكبُه عليَّ بطيئةً | وإلى الفناء مشينَ جِدَّ سِراعِ |
حتى إذا سَفكَ الصباحُ دماءَهُ | وهوى قتيلُ الليلِ بعد صِراعِ |
يا ربِّ أرسلتَ الأشعَّةَ ها هنا | وهناك تشرقُ في الحمى والدُّورِ |
أبصرتُ في المرآة آخرَ قصتي | ونَعى بها نفسي إليَّ الناعي! |
*** | *** |
وأُحِسُّ في نفسي نقاءَ سمائِها | أَصفى برونقِها من البَلُّورِ |
يا ربِّ أرسلتَ الأشعَّةَ ها هنا | وهناك تشرقُ في الحمى والدُّورِ |
ومن الشموس دفينةٌ في خاطري | مخبوءةُ الأضواء طيَّ شعوري |
يا ربِّ أودعتَ الضحى في مهجتي | وأنا الذي أشقى بهذا النورِ! |
يا ربِّ أودعتَ الضحى في مهجتي | وأنا الذي أشقى بهذا النورِ! |
وأُحِسُّ في نفسي نقاءَ سمائِها | أَصفى برونقِها من البَلُّورِ |
يا ربِّ أودعتَ الضحى في مهجتي | وأنا الذي أشقى بهذا النورِ! |