وحيد
إني على كاسي أُعيد السنين | وأبعثُ الماضي البعيدَ الدفينْ |
وما الذي يُجدي طعينَ الهوى | لَمْسُكِ يا هندُ جراحَ الطعينْ |
كم أزرع السّلوانَ في خاطري | وكيف ينمو في مَحيلٍ جديبْ؟ |
الجامُ يبكي لوعةً ام أنا | جامي غريبٌ وفؤادي غريبْ |
*** | *** |
لم يَجْرِ همسٌ لك في خاطرٍ | إلا جرى عندي كأني صداكْ |
أصونُ حزني لك حتى اللقا | وأحبسُ الفرحَةَ حتى أراكْ |
حَبَستُ هذا الصوتَ لم ينطلقْ | إلا على حزنكِ أو فرحتِكْ |
*** | *** |
وَافرَحِي اليومَ بحريَّتي | بأيِّ ليل مدلهمٍّ أطير |
كم شُعَبٍ لاحتْ فلم تختلفْ | لأيِّها نغدو وأنّى نسيرْ |
*** | *** |
هيهات تدرين انطلاقَ الهوى | كجمرةٍ نضّاحةٍ بالدمِ |
وصارخاً كبحتُه في فمي | وطاغياً كبّلتُه في دمي |
لا أنت تدرين وما من أحدْ | بواصف حسنَكِ مهما اجتهدْ |
أو مدرك عمق المعاني التي | في لمحةٍ عابرةٍ تحتشدْ |
أنكرتُها طُرّاً ولم أعترفْ | إلاّ بطيبٍ جاء من جنّتك! |
*** | *** |
وَافرَحِي اليومَ بحريَّتي | بأيِّ ليل مدلهمٍّ أطير |
رُدِّي على قلبي قيودَ الأسير | وذلك الصبحَ الوضيءَ المنيرْ |
كم شُعَبٍ لاحتْ فلم تختلفْ | لأيِّها نغدو وأنّى نسيرْ |
بعد سِني الأنوار خلّفتِ لي | جهم المساعي وخفِيَّ المصيرْ |
*** | *** |
علمتِ حالي؟ لا وحقِّ الذي | صيَّرني أشفِق أن تعلمي |
هيهات تدرين انطلاقَ الهوى | كجمرةٍ نضّاحةٍ بالدمِ |
هيهات تدرين وإن خِلتِه | وثبَ الهوى الضاري وفتكَ الظمي |
وصارخاً كبحتُه في فمي | وطاغياً كبّلتُه في دمي |
*** | *** |
لا أنت تدرين وما من أحدْ | بواصف حسنَكِ مهما اجتهدْ |
أو بالغٍ سرَّ الذكاءِ الذي | يكادُ في لحظِكِ أن يتّقِدْ |
أو مدرك عمق المعاني التي | في لمحةٍ عابرةٍ تحتشدْ |
أو فاهم فن الصناع الذي | أبدع الاثنين: الحِجا والجسدْ |