بني مصر ما للطامعين وما لكم
بني مصر ما للطامعين وما لكم | وللنهب منها في الأكف المقسم |
أنوماً على الزلزال أم لا يهولكم | تخمط هذا الصائل المتجهم |
لعمر الألى أنتم بنوهم وما بنوا | من المجد في ظل الوشيج المقوم |
لئن لم تهبوا هبة الليث زائراً | لتمسن من زور الحديث المرجم |
لقد وعظتكم لو فهمتم عظاتها | خطوب تضيء النهج للمتفهم |
ألم يئن من قومي إلى علو نهضة ٌ | لإجلاء عقبانٍ على مصر حوم |
بلى قد أنى لو عاودتهم حلومهم | وأفزعهم كر المغير المصمم |
بطاءٌ عن الأمر العظيم كأنما | يرون به مقضي موتٍ محتم |
أذلاء حمالون كل ظلامة ٍ | ومن يتهيب جانب البأس يظلم |
وما الناس إلا في جهادٍ وغمرة ٍ | من العيش يعلو مقدم شلو محجم |
وكالعيلم الدنيا افتدى بعض أهله | ببعضٍ فأمسوا بن غرقي وعوم |
يدق قوي القوم عنق ضعيفهم | ويغدو على ما جر غير ملوم |
ولا حق إلا حيث يشتجر القنا | وحيث يلاقي مخذم غرب مخذم |
هناك إذا ما الحرب حطت غبارها | فسائل به أعلى اللوائين تعلم |
كذاك خشاش الطير للنسر خضعٌ | وللأسد من وحش الفلا خير مطعم |
أرى مصر في عمياء يقذف جوفها | بوائق تودي بالبصير وبالعمى |
يسددها رامٍ من الهول لو رمى | بها الفلك الدوار لم يتقدم |
عنائي على مصر المحبب نيلها | إلي عناء الحائن العرض والدم |
أفيقوا فهذي جذوة الشر بينكم | تلظى وإلا تخمد اليوم تعظم |
وجدوا فإن الهون أشأم صاحبٍ | وإن العلا للكادح المتجشم |
أهاب بكم مني أجش كأنما | يردد صوت القاصف المتهزم |
ومبثوثة ٍ دعاءة ٍ أخذتكمو | قديماً بأمثال الأباء المضرم |
رميت بها أقصى الجماهير منكمو | فسدت عليكم كل فجٍ ومحرم |
ولولا خلال السوء منكم لقومت | دعائم مجدٍ للبلاد مهدم |
وإن صريح القول تخلصه النهى | فينمى إلى أقصى البقاع ويرتمي |
لنعم ثناء المرء حياً وغادياً | به الصحب من باكٍ ومن مترحم |