الرئيسية » » الأرض والإنسان | فاروق جويدة

الأرض والإنسان | فاروق جويدة

Written By Unknown on الأربعاء، 21 أغسطس 2013 | أغسطس 21, 2013

الأرض والإنسان


عانقت بين جفونك الأزهارا
ورأيت ليل العمر فيك نهارا
ولطالما سلك الفؤاد مدائنا
وبقيت وحدك قبلة ومزارا
كم لاحت الأيام بعدك ظلمة
فرأيت أطياف المنى أسوارا
وظللت أسكب من رحيقك أدمعي
حتى غدت بعد النوى أنهارا
يا نيل ماؤك للوجود هداية
عاشت على درب السنين منارا
ما كان حبك في دمائي رغبة
محمومة ما جئته مختارا
قدر هواك وقد بقيت بسره
إن ضقت يوما لا أطيق فرارا
* * *
يا نيل فيك من الحياة خلودها
كل الورى يفنى وأنت الباقي
في ظل ثغرك كم تبسم عمرنا
وبقيت دوما واحة العشاق
وعلى ضفافك أمنيات عذبة
وبريق عمر لاح في الأعماق
همنا عليك وفي الجوارح خمرة
عصفت بها يوما شراع الساقي
وعلى جبينك داعبتنا أنجم
حتى أفاق العمر بالإشراق
وتنسمت خفقاتنا عهد اللقا
من راحتيك بلهفة المشتاق
* * *
وسمعت صوتك ذات يوم يشتكي
ودنوت منك تهزني أحزاني
وتلعثمت شفتاك في صمت اللقا
حتى تلاقى الماء بالشطآن
وسألتني كيف الحياة نعيشها؟
فأجبت: صار العمر طيف أماني
عشنا على أمل صغير مشرق
صلبوه من زمن على الجدران
الأرض تأكلها الهموم فأقسمت
ألا يعود الزهر للأغصان
صلبوا الربيع على المشانق فانزوت
أطياره وهوت مع الحرمان
* * *
ورأيت دمع النيل يجري في أسى
ودنا إلي وقال: أنت الجاني
علمتكم أن الحياة وديعة
فالحق عمر و الظلال ثواني
والناس ترحل كل يوم.. إنما
سيظل كل الخلد للأوطان

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads