المساء
يا غلة المتلهفِ الصادي | يا آيتي وقصيدتي الكبرى |
ماذا تركت لديَّ من زادِ | إلا استعادة هذه الذكرى |
يا للمساء العبقري وما | أبقى على الأيام في خلدي |
شفتاك شفا لوعةً وظما | وجمالك الجبار طوعُ يدي |
نمشي وقد طال الطريقُ بنا | ونودُّ لو نمشي إلى الأبدِ |
ونود لو خلتِ الحياة لنا | كطريقنا وغدتْ بلا أحدِ |
نبني على أنقاض ماضينا | قصراً من الأوهام عملاقا |
ونظل ننسج من أمانينا | وشيا من الأحلام براقا |
وأظل أسقيها وتملأُ لي | من مورد خلف الظنون خفي |
حتى إذا سكرت من الأملِ | وترنحت مالت على كتفي |
حلفت بأني مغتد معها | حيث اغتدت وهواي في دمها |
فمسحت بالقبلات أدمعَها | وطبعت ميثاقي على فمها |