قفوا ساعة ٌ إن المحب له عهد
قفوا ساعة ٌ إن المحب له عهد | ولا تعجلوا بالبين إن لم يكن بد |
أفي كل يومٍ نحن للبين وقفٌ | أما للهوى حقٌ ولا للنوى حد |
ترامت بنا أحداث دهرٍ نروضها | فتطغى ونرجو أن تلين فتشتد |
صبرنا لها حتى إذا ما تذأبت | عبأنا لها بأساً تراع له الأسد |
رضينا ببعض الأمر حتى إذا أبى | غضبنا وبعض الأمر ليس له رد |
غضبنا فبات الجيش يرميه بأسه | وبات الحسام العضب يلفظه الغمد |
قفوا ساعة ً إن القلوب بحاجة ٍ | إلى وقفة ٍ يخفى بها الوجد أو يبدو |
وما وقفة ٌ منكم وإن طال حينها | بشافية ٍ ما يعقب النأي والبعد |
لنا ذمة ٌ فيكم ولله ذمة ٌ | فسيروا وإن أدمى جوانحنا الوجد |
أخذتم سبيل الله تستبقونه | إلى غاية ٍ فيها المثوبة والحمد |
وما العقد إلا حبة ٌ عند حبة ٍ | فإن لم يكن سلكٌ يضم فلا عقد |
وأضيع ما فوق البسيطة أمة ٌ | يمزقها جهلٌ ويأكلها حقد |
إذا أمة ٌ كانت فضاضاً قلوبها | تهدم عالي مجدها وكبا الجد |
سمعتم أنين الآخذين على الثرى | مضاجعهم والذئب من حولهم يعدو |
فما ملك الفرش الوثير جنوبكم | ولا راعكم عيش لذيذ الجنى رغد |
حرامٌ علينا أن تنام عيوننا | وثم عيونٌ ما يفارقها السهد |
فسيروا على نور الهلال يحوطكم | من الله جندٌ ما يغالبه جند |
وعودوا إلى أوطانكم في غضارة ٍ | من العيش مقرونٌ بها العز والمجد |