الرئيسية » » صَلاة | عادل أحمد العيفة

صَلاة | عادل أحمد العيفة

Written By غير معرف on الثلاثاء، 25 يونيو 2013 | يونيو 25, 2013







,الحانات , الجوامع , الحمّامات , الأقْبِيَةُ
 ,هواء الصيف الذي يفتح شبابيك القلب بمفاتيح من بخار
 ,الصُّوَرُ الفوتوغرافية الرديئة التي لم تَعرِف النّور
كُلُّها أشياءُ مُهمَلَةٌ في سَلَّة الذاكرة التي لا ترفَعُها عربات البلدية صَباحا لأنها تَحسَبُها ستائِر مُسدَلَة من المشهد الطُّفولي


الله فكرة رَطبة في القلوب المطلة على الحقول
الله يسكن الآهات الصاعدة من حناجر الفلاحين
الله أنا و أنتَ و هذِهٍ الشمسُ البيضاء المتكئةُ على غمامة


الكُلّ يشرَبُ كأس عَصير : الشاعر , اللغة , الغمامة , البخار المتصاعد إلى الشمس
إلّا الفلّاح الذي غابَ خَلفَ الرّبى
كأسُهُ عَرَقٌ و دمعٌ يُسكِرُ الطّين
 !!! الجميعُ ينظر إلى القمر مساءً و يقولون : اللّـــــــــــــــــــــــــهْ
الفلّاحُ لا ينظُرُ إلى القمَر مساءً و لا يقول مثلهم : اللـــــــــــــــــــــــــــــهْ
لأنه مُتعَبٌ و نائم بعد أن شرب كأس الشاي بُعَيْدَ الغُروب
وِسادَتُهُ تميمةٌ مُخضبة بالعَرَقِ
صوتُهُ المُقفَلُ بِصَمغٍ و طين نَسي ابتِسامةً ما تحت شجرة الزيتون
كلّ حبة زيتون قُبلةٌ
كل حبة زيتون صَلاة
و الطينُ سجَّادٌ للسماء
فاركَعي يا غُيُومُ
و اركَع يا صباح القلبِ
اركَعي يا قطرة العَرَق
مازال هناك مُتّسَعٌ للتوبة
مازال الزّيتُ دمعًا في مآقي الشجر
و الطيورُ صَلاتُها الرّفرَفَة
الغيمةُ صَلاتُهَا الماء المُتهَدِّلُ من الأُفُق
المَطَرُ لا تُصَلّي لأن الله يَغفِرُ ما ذَرَفَتهُ كلّ خريف
الحُزنُ لا يُصلّي لأنهُ كافِرٌ
الفَقرُ لا يُصلّي لأنَّهُ كافِرٌ
الجوع لا يُصلي لأنّهُ كافر
و الله لا يُصلّي لأنــــهُ المعبُود


أنفاسي لَهَبٌ يُذيبُ الهواء
و هذا العَرَقُ خَمرَةُ الصّابِرِين على الأرض
الحِمارُ الذي جَرَّ كُل طُفولَتي صوب الوادي
نَسِيَ ابتِسامَةً ما عَلِقَتْ في مِثنانَةٍ في جادة ريفنا
المِثنانُ الذي رافقَتْ حَواسي روائحُهُ يُصافِحُني
في مُنعَرَجٍ من منعَرَجات التذكُّرِ
الإكلِيلُ تَاجُ الصبِيّة التي ترعى الماعِزَ في سفحِ الجَبَلِ
و شَجَرَة اللوز التي عَهِدتُها بِلَهفَتِي و سَقَيتُها خيباتي
شَاخَت الآن و صارَتْ شَمطاء تنفُرُ مِنها حتّى الريحُ



ربّاهُ إني عائد إلى صوتِكَ الأبَدِيّ
لا تخذُل دمعَة لأمّي التي ذَرَعَتْ هَذا الخواءَ جيئَةً و غِيابا
أنا ابن رَجُلٍ جنوبِيّ ينام على كَفِّهِ النّخيلُ
رجُلٌ حينَ ينحَني تَقِفُ لَهُ المَسافاتُ
يُحَيّيهِ التّعَبُ مَساءً بقُبّعَتِهِ و يُرَبِّتُ على شَامتِهِ دُخان " الكريستال "


الوَردَةُ التي تَفَتّحَتْ للتَّوّ في قلبي
تُصلّي لَكَ يا الله
الوَطَنُ الصّارِخُ بَينَ مِسحَاةِ الجَدِّ و أنين الأرض
يُصلّي لَكَ يا الله
الحَاناتُ , الجوامِعُ , الأقبِيَة , الشاعِرُ , اللغة , الصّور الفوتوغرافية الرديئة
تُسَبِّحُ باسمِكَ البَحرِيّ المُنساب في فراغات العالَم
اسمُكَ يملؤُها عصافيرًا و غماما يَقدَحُ بعضُهُ بعضًا كصوّان ٍ ليُضيءَ وجهُكَ صوتي
و يُضيءَ زَوايا هذا المَلَكُوت المُترامي من أوّل نُطفَة في التكوين إلى آخِر نُقطة حِبرٍ يكتُبُها شاعر
قَبلَ انهِماكِهِ في الغِياب ...
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads