الرئيسية » » جميل عمامي | ألبوم الطفل الذي كنته

جميل عمامي | ألبوم الطفل الذي كنته

Written By غير معرف on الثلاثاء، 25 يونيو 2013 | يونيو 25, 2013

شـــــرفة




صبيحة هذا الأحد النزق يطل الأفق
من شرفة بيتي أزرقَ داكناً 
حيث أقف الآن في الشرفة 
صرصار الحي يغني قليلا 
ثم يرحل أو ينام ...
قبل أن يتحلل لون الفجر الداكن رويدا

جارتي في الشرفة المقابلة 
تضيءُ الكون بقداحة سجائرها 
كانت تلبس ثوبا أحمرَ شفافًا 
مشهد وقفتها يطرد عني ضجر الكون 
أتراها فهمت أني أكره أيام الآحاد

يتحرك نسيم الفجر باهتِ الزّرقةِ
تغزوني رائحة  "الشانيل الخامس"
ممزوجا بعذب أنوثتها 
تبتسم للفجر المنهمر وتمتص سيجارتها.
أما أنا فسأحب هذا الأحد لأجل كل هذا البهاء.



مخاتــــلة 


هنالك أشجار أغصانها الطرية تنمو كل صباح 
لأن ثمة أعشاش تدرب فراخها على الطيران.
هنالك موسيقى من الذكريات تسيل بين التلال الفسيحة 
لأن ثمة قصائد نثرية شفافة لا خواتيم لها.
هنالك نجوم موقدة في السماء الوسيعة 
لأن ثمة أحد ما يجوب الخلاء وحيدا  
هنالك ريح عصية ترحل نحو الجنوب بلا رأفة
لأن ثمة شمال يفيض بليله على الغرباء.
هنالك شمس تشرق مرة كل يوم و تشتد عند الظهيرة
لأن ثمة سنابلُ نديةٌ خضراءُ في الحقول و أفواه جائعة.
هنالك نهر حزين يسيل ببطء تحت ضوء القمر
لأن ثمة على ضفتيه نوافذ للشعراء.
هنالك موعد حب يهيم وحيدا بلا هدف في الشوارع
لأن ثمة فوق السحاب بريد يطير إلى جهة ثالثة.
في الحقيقة لم يكن ثمة أشجار ولاموسيقى 
لانجومٌ لا ريحٌ لا شمسٌ لاسنابلُ لانهرٌ يسيل تحت ضوء القمر
لم يكن ثمة شيءّ .
فقط كان ثمة بحيرة راكدة من الكلمات 
تشعُّ مضيئةً ليل الشاعر. 


خلف الباب

يظل أيامًا خلف الباب لا يغادر 
ذلك النور المندفع من ثقب الباب 
عند الفجر هو كل صلته بالعالم 
هو لا يرغب أكثر من ذلك 
فقط بعد قليل سيدخل موج وجوه 
عليه أن يعد مقاعد فارغة للجُلاس المرتقبين 
هكذا يحدث معه 
أن يظل أيامًا خلف الباب لا يغادر .


فــــــــــــــكرة

من فكرة خارج المعنى 
يتشكل المعنى غماما 
ومن الغمام تنز أفكارنا 
قطرة 
قطرة 
لتضئ عتمة الكون. 

من فكرة خارج المعنى 
يتشكل المعنى ناقصا متناسقا 
يجئ الشاعر ببروقه ورعوده  
ليخض سكينة الكون.
الفكرة طائر بجناحين مفتوحين
تحلق في الرأس خفيفة 
حين تفقد قدرتها على الطيران 
تسقط من خيال الشاعر. 
هكذا أنت الآن بحر من المفردات 
عليك أن تغوص أمواجه
كي تصطاد قصيدة 
قصيدة واحدة لأجل كل هذا الليل.  


عــــــــواء


بفستانها القصير 
بساقين من شمع ونار
 "خمرة الماغون"
تتجول الآن في رأسي 
اكتنازة جسدها المرمر 
الذي يتلوى مثل اسطوانة "سبعينية "على إيقاع 
عواء وحشي 
يحولان غرفتي إلى كهف بدائي .



جميل عمامي شاعر من تونس 














التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads