هل يَعْرِفُ أحَدٌ من أيْنَ أتَيتْ؟
مطرٌ بلَلٌ ضبابٌ رمادٌ حطامٌ طوفان
الحلمُ يبدأ
الحلمُ ينتهي
الساعة متأخرَةٌ وقطار الحياةِ يخرُجُ عن سكَّتِهِ
والحاكم القديمُ مثل الحاكمِ الجديدِ
يُغلِقُ أذُنيهِ ليحكُمَ ويُصدِرَ الأحكامَ وينام
ثمة جوعى، مرضى، بشرٌ بلا مأوى
ثمة مغتصبةٌ تُدانُ على اغتصابها
ثمّة كاتمُ صوتٍ
في الشارع قتلى
من القتلى، أين الشارع؟
يغلقُ رجُلٌ، قد يكونُ أنا، أو جارٍ بعيدٍ لنا
باب طريقه بالمفتاح، يرمي المفتاح في البالوعة
ويمضي إلى حيث لا يعرف
وفي غرفة رثّة تبكي امرأة منتهكة حظها
وتقتسم ما تتدبّرُهُ من حساء حصى وسخامٍ
مع صغارٍ لَها
ومع الله وأحد قد يأتي في الليل سرّاً وهي نائمة
عائمة
فوق الألم
سيُسْكِتُ القمعُ كلَّ شيءٍ
إلاّ الألم
في مكانٍ ما سيقولُ عجوزٌ مثلي:
من لا خيرَ لَهُ في قَديمِهِ
سيمنعُهُ الجديدُ
عن التفكيرِ
فيما اعتَبَرَهُ الفلاسفَةُ
خيراً
وسأقولُ في وقتٍ ما،
مثل عجوزٍ سرقوا منه عكّازَهُ،
وأنا أرى قطاع طُرُق الأزمنة الحديثة
يبوّئون أنفسهم مكانة آرنيستو تشي جيفارا
وأبي ذرٍّ الغفاريِّ
وعُمَرَ ابن الخَطّابِ
وسرحانَ (ابن بشارة سرحان)
وأحمد ابن يوسف الحطّاويِّ ( من يعرفُهُ؟):
حمقى هم الثوريّون،
ثوريّون هم الحمقى،
وهم شُركاءُ
في البدايةِ.. وفي الخاتمة
وسأقفِلُ راجِعاً من حَيْثُ أتَيْتْ
هل يَعْرِفُ أحَدٌ
مِنْ أيْنَ أتَيْتْ؟
