الرئيسية » » جنـــة جاهـــزة | زهرة مروة

جنـــة جاهـــزة | زهرة مروة

Written By غير معرف on الاثنين، 29 أبريل 2013 | أبريل 29, 2013




الشجرة المقلوبة 
السماء مرآة كبيرة 
وما نحن إلا حُبيبات من شعاع كبير تعكسه المرايا 
أو أغصان تفرَّعت من شجرة مقلوبة 
جذعها في السماء وأغصانها على الأرض. 
ننفق وقتنا احتراقاً 
نردم برماده الفراغ الكبير بين وبين 
كنغم تائه يستعير صوتاً 
في انتظار العودة إلى الشعاع الأب. 
العدم والذهب 
كانت لحظتي مقطوفة من أشجار العدم 
وأزهر العدم فيَّ نوراً 
ارتخت الأرض لنظرتي 
ولم تعد بخيلة. 
في يوم ما، كنت ألهو أمام نهر في الطرف الشرقيّ من الأرض 
أرمي فيه الحجارة 
فتنفلش المياه على وجهي 
وتتحوّل إلى ذهب. 
كنت كلّما رميت حجارة في النهر 
تكاثر نسلي. 
كان شعري طويلاً، امتداداً لجذور أزليّة 
كان جسمي أبيضَ 
ثم اصطبغ بألوان الحياة 
وبقي قلبي أبيضَ. 
واقتلعتُ الماضي 
وزرعتَني في أرض جديدة. 
وذات يوم نمتُ 
وقمت وفي يدي قلم يغيّرني 
أنتقلُ به منّي إليَّ 
وأعانق حكاية. 
وفي يدي قمر 
كنت أقف خجولة عند العتبة 
فيقع على رأسي غسيل الجيران. 
أما الآن 
فلا تمرّ لحظة إلا وتفتك بي 
معاركي تحتدم ويشدّني الوجود من ضفائري 
تتدفّق سمومه في دمي. 
وسوف يأتي وقت الإياب إلى العزلة 
فأغادر 
بعد أن أكون خدشت الزجاج بمخالبي. 
أعود 
وعلى رأسي إكليل 
وفي يدي قمرٌ. 
قفزة معلّقة 
أودّ لو أقرع جرساً عند أعلى جدار الحياة 
يعلن انتهاء موعدي 
وأنتقل إلى بهو أكثر اتِّساعاً 
فالنور السافر هنا بات يُحبطني 
وما من شيء للاستهلاك: 
الأسماك في الأكواريوم ما زالت صغيرة 
والتفّاح غير ناضج، 
أتمنّى لو أصبح أكثر استعداداً لاستقبال هواء غير مثاليّ. 
ولكن أخاف إن عبرت النهر، أن لا أعود 
أو أن أعود وأتجسَّد تحت شكل آخر 
فلا يعرفني أحد من أصدقائي. 
أخاف أيضاً إن عدت 
أن أعود أشبه بالروّاد الأولين وأضجر كثيراً. 
وهكذا أتردّد وأتردّد في القيام بقفزتي. 
رجل صغير 
الصمت رجل صغير، أسمر قليلاً 
يبني بيوته من هواء 
يدّخر مؤونته في الخفاء 
يُهرِّب لي المخدِّر والعذوبة. 
الصمت رجل حمل عدّته ومشى 
بعربة الظلّ السريعة. 
ينفقون نفسهم لأجله ويحمي نفسه لأجلهم. 
مهيّأ دوماً لمعارك 
يكون فيها المنتصر. 
ولادة 
ولادتي كانت على أيدي ملائكة محترفين في وادٍ عميق، تحيط به الأشجار من كل جانب. أنا رقص على جهات الأرض. أنا شجرة أفكار ضاحكة. 
لمحتكَ في حدائق طفولتي، كنتُ شتلةً صغيرة زرعتها يداك. 
لم أرضَ أن أكون نحلةً تمتصّ الرحيق وتهرب. الهروب ضعف. أنا والأزهار ثنائي سعيد. 
اعترافاتي هذه السنة ستكون أشدّ وقاحة. وجهي لا يكشف عمري. ما زالت الفراشات تُحوِّم حولي. الأرض والشمس والكواكب آبائي. الكلمات أمّي. غمرتني ومشينا معاً لا أدري إلى أين. غدت الأرض أكثر حناناً. 
أنا طفلة الأرض. الكلمات أشجار تحضنني. الهواء الشمالي وهم. أنا طفلة الأرض وطفولتي تأخّرت. قدوم الكلمات إليها أخَّرها. قال لها: «لا بأس يا ابنتي امكثي هنا الليلة، أنتِ جميلة».
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads