الرئيسية » » ثمَّةَ موسيقى تنزل السَّلالمْ | على منصور

ثمَّةَ موسيقى تنزل السَّلالمْ | على منصور

Written By غير معرف on السبت، 20 أبريل 2013 | أبريل 20, 2013


ثمَّةَ موسيقى تنزل السَّلالمْ

على منصور


(  1  )


اليقينُ الذي غشَّني،
اليقينُ الذي هَيَّأ الفخَّ عامداً،
لعلامةِ استفهامٍ،
كانتْ منذورةً لتكون رفيقتي.
اليقينُ الذي أوعز للبداهةِ خِلْسَةً،
كيف تصطادُ الطمأنينةَ
بالعزاءْ.
اليقينُ الذي أسرَّ بالحتميةِ ففرحتُ،
بينما مياهُ ضحكتْ
في لوحات الأطفالْ.
لمحْتهُ
-  هذا الصباح -
    يتوارى جريحاً خلْفَ هُراءْ.

2/1/92


(  2  )


لمْ أكُنْ أضَمِّدُ المساءَ بقُطْنِ المراهقَةْ،
ولا كنتُ وعدْتُّ الصّباحَ،
ببنتٍ في الثانوية.
لكنني نمْتُ فجأةً...
فرأيْتُني أخباُ الحكاياتِ الملونَةَ في جيوبي،
وأربَّتُ ظهرَ المِقْعدِ الخالي،
في الحديقَةْ.
بينما أردُّ التحيةَ على الانتظارْ.

11/1/92

(  3  )



هذا صباحُ جميلْ:
الشمسُ ضاحكةٌ، كفسْتانِ أنْثى.
وثمةَ
مُوسيقى
تنزلُ
السّلالمْ.
وعند الكُشُكْ..
صحُفٌ، ومجلاّتٌ، وهاتفُ عُمْلَةْ.

15/1/92

(  4  )


إذَنْ، فانتبهي للحنينْ،
الحنينُ الذي ينمو إلى جوارِ النافذةْ،
الحنينُ الذي لا يجفَّ في المنديلْ،
الحنينُ الذي يصحوُ
يحرس وِحدتَكِ،
الحنينُ الذي يصحبُكِ مساءً للسَّريرْ،
الحنينُ الذي يفسدُِ الوسادةْ،
الحنينُ الذي لا تضيعَ رائحتُه،
الحنينُ الذي يعتريك كُلَّ حينٍ،
نيابةً عني.
19/1/92

( 5  )



لمْ يكُن الميكانيكي فظَّاً
مثل هذا اليوم!!
الصَّبيُّ الذي فرَّ ساخطاً
بإليَتَيْنِ مُتَورِّمَتَيْن
تذكَّر – عند بابِ الكنيسة ِ-
صورةً عاريةً
كان قدْ خبّأها خلفَ لوحةِ المفاتيحْ.
هلْ ستصدِّقُ ابنةُ البوَّاب
أنهُ الآن في حاجة عابرة، لسكِّينْ؟!
رُبّما يشكُو لها، لاحقاً،
ألمَ إِلْيَتَيْهِ.
رُبَّما يلعنُ امرأةَ أبيِه عند العتبَةْ.
ورُبَّما يبكي خلسةً،
قبل أنْ يخلو – من جديدٍ –
بالصورةِ العاريةْ.

22/1/92

(  6  )




هاهي الشرفةُ الملونةُ
في شارع المقْريزي.
هُنا.. ذاتَ عصرٍ من أغسطُسْ،
بينما أتطلعُ للشرفاتِ،
متسائلاً، من فرط تَشرُّدي، عمّنْ يكونُ سُكَّانُها،
داهمتني نظرةُ امرأةٍ بضَّةْ
فانتبهتُ..
كانتِ البنتُ فَخْذُها لِصْقَ فَخْذِي،
بشكلٍ لافتْ.
ونهدُها النافرُ يسعى،
ليدخُلَ تحتَ إبِطِيَ الأيسرْ.
بينما كذلكْ..
رأيتُها، قطرةَ اللَّوعةِ تسقُط ْ،
من شهقةِ امرأةٍ بضَّةْ
في الشرفةِ الملونَّةْ.
هاهُنا سقطتْ، منذُ عشرين عاماً،
قطرةُ اللوْعةِ،
لتصحو اليوم – عند عبوري-
فخذا لصقَ فخذي،
ونهداً نافراً يسعى،
طريّاً... تحت إبطىَ الأيسَرْ.

9/2/92

(  7  )

واللهِ من الممكنِ أنْ تُصْبِحَ الحياةُ أجملْ.
ماذا...
لو أدعُ الباصَ، هذا الصباحَ،
يَفُوتُنِي.
وأخاصمُ الصحيفةَ عامداً،
ثمَّ أعرِّجُ على بيتِ خالتي، تلكِ لمْ أرها منذُ عامْ،
يا حبذا...
لو أصادفُ عندها مُناسبةً،
تستدعي المشاركة.
مثلاً...
أن يكون زوجُها، عُضْوُ الحزْبِ،
في النَّزْعِ الأخيرْ.
22/2/92

(  8  )




كان من الممكنِ، جدَّاً
أنْ آخُذَهُ هكذا، في عِناقٍ طويلْ.
وأهُزَّهُ،
غيرَ مصدِّقٍ،
كأننا رفاقُ حرْبٍ قُدامي.
وكان من الممكن،
أن تُغَافِلَنا القهوة ُ... وتبرُدْ.
بينما يضيقُ الوقتُ عن حكاياتِنَا
بدلاً،
من هذا الرعب الذي تملّكني،
مُذْ جلسَ قُبَالَتِي، هكذا، هذا الغريبْ،
وبدأ يحدِّقُ
من رُكْنِهِ القصي،
مع أنني، واللَّه العظيمْ،
طيبٌ جداً
وصالحٌ لبلادي.
6/5/92

(  9  )




جَرِّبوا مرَّةً، أيُّها الرجالْ،
أن تساعدوا زوجاتِكُمْ في المطابخْ
رُبَّما سَهْواً
تمسحونَ الغبارَ عن ذكرى قديمَةْ
إذ يسقُط الكأسُ هكذا
على غِرَّةْ.
فتصحو الزهرةُ (البلاسْتِكْ)،
وتهتزُّ الستارَةْ.
جَرِّبوا، لن تخسروا شيئا،
رُبّما خلْسةً،
يَراكُم الصغارُ هكذا، مُتلبِّسينْ
فيطمئنُّ اللَّعبُ
على سُلّم العمارةْ
بينما...
يتهيأ السَّريرُ لِحَظَّهِ.. منْ جديدْ.

13/5/92


(  10  )




الولدُ الجميلُ، صاحبيْ،
تماماً، قبل أن نقولَ: إلى اللقاءْ،
سألني جُنيهينْ.
آهِ، كيف فرَّتْ مني: " لآ "، هكذا
كأنني
واحدٌ
آخرْ... معهُ نقُودْ!!

13/5/92

(  11  )




لا تبتئسْ أيُّها الوحيدْ،
تأمَّلْ:
كمْ أنتَ الآنَ ضرُورِيٍّ
للذكرياتْ.
ومع هذا...
ثمَّةَ ذكرى جميلةٌ
مازلتَ تتركها هكذا، وحيدةً،
في المحطَّةِ القديمَةْ!!

23/5/92

(  12  )


مع أنَّ الأمرَ كُلَّهُ هزلٌ، وتمثيلْ
تراهُم هكذا: جادِّين إلى أبعدِ الحدودْ.
المرأةُ، إلى جوار زوجها،
على رصيفِ المحطة.
الأعضاءُ، في مقاعدِهمْ،
ساعةَ إلقاء الخطابْ.
زميلي الذي عُيِّن في الجامعةْ
إذْ يقابلني، صدفةً، في المصعدْ.
ضابطُ الشرطةِ ذو النجمتينِ
إلى جوار سائقْ.
والمديرُ خلف مكتبهِ
قبل أن يوقِّع إجازةً اعتياديةْ.
حتّى الشاعرَ، فعلها!!
وقد طلب الصِّحابُ سماع قصيدتهِ الجديدَةْ.

آه، أيُّها الوحيدْ
كيفَ وصل بكَ الأمرُ هذا الحدِّ
من التعاسَةْ
تماماً..
كأنك تقضي عُقوبَةَ الحياةْ!!
رُبَّما كُنتَ جديراً.
بكُلِّ
هذا
البؤسِ
لو لم تكُن أباً..
لهذهِ البنتِ الجميلةِ التي تضْحَكْ!!
29/8/92

(  13  )


قبل أن نرفع سمَّاعةَ الهاتفِ
ونهمسُ
بمعذرةٍ مؤجلةْ.
قبل أن نطرقَ بابَ جيراننا
بحنانٍ بالغٍ
في غير يوم عيدْ.
قبل أن نومئ بامتنانٍ
لسائقِ الحافلةِ
ونحنُ على السُّلمْ.
قبلَ أن نقدمَ شايَ الصُّبح
-        فرحين-
لساعي البريدْ.
وقبلَ أن نفرغَ من حماقةٍ أخيرةْ
يحدثُ..
 أن نموت ْ!

9/12/92

(  14  )


ذلكَ الشاطئ القريبُ، والمهملْ
كيفَ لا نراهُ
ونحنُ نشكُو قسْوةَ الأحبَّةْ.
ثمَّ...
الوجهُ الشاحبُ الجميلْ
الوجهُ الذي صادفنا، هادئاً، منذ عامْ
كمْ نسينا تَذكُّرهُ، في الليلْ،
ونحنُ صامتون.

ما يحتاجُ المرءُ، في الحقيقةِ،
ميسورٌ للغايةْ!!

23/12/92



القصيدة من ديوان


 ثمّة مُوسيقى تنزِلُ السّلالمْ

كامل الديوان على هذا الرابط



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads