الرئيسية » , , » علي منصور | ثمّة مُوسيقى تنزِلُ السّلالمْ | كتاب الشعر | العدد الثامن والثلاثون

علي منصور | ثمّة مُوسيقى تنزِلُ السّلالمْ | كتاب الشعر | العدد الثامن والثلاثون

Written By غير معرف on السبت، 20 أبريل 2013 | أبريل 20, 2013





ثمّة مُوسيقى تنزِلُ السّلالمْ


علي منصور























... إلى مَيّ















كتبت هذه القصائد فيما بين عامي 1992 - 1994


" الأراضي المجاورةُ،
قريبةٌ
بحيث أنَّ أيَّ إنسانٍ،
يستطيعُ سماع نباح الكلابْ،
وصِياح الدِّيكَةِ،
عبر الطريقْ.
إلاّ أن الناسَ هُنا،
يهرُمون،
ويموتون،
دون أن يتبادلوا كلمةً واحدةً
مع جيرانهمْ!! "

الحكيم الصيني
لاوتسي





زيارةٌ لآلامٍ قديمَةْ







عادةً ما يحدثُ ذلكَ، بشكْلٍ مفاجئ
كأن يكفهرَّ الأفقُ،
أو تذهبَ حرارةُ الهاتفْ.
أحلامُ شرفاتٍ عديدةٍ تعطّلتْ، في هذهِ الأثناءْ،
وبعضُ المواعيد العاطفيةِ
بكتْ، بحرقةٍ، حظها العاثر.
هلْ فكّر أحدكُم أن هذا يحدثُ عادةً
كيْ نُربّي ذكرياتٍ جديدَةْ.
                   ***









أمامَ مرآةٍ كبيرةٍ، في غُرفةِ نومٍ واسِعةْ،
حدَث ذلك أيضاً.
الجميلةُ التي لم تكدْ تفرغُ من بخٍّ عِطْرها
خلْفَ الأذنينِ،
كشَّرتْ في وجهي،
ذلك الذي في المرآةْ
***






هلْ كدْتُّ أسقطُ تحتَ العجلاتِ،
بينما كُنتُ أقفزُ،
لأحجز لها مقعداً في القطارْ.
وهلْ خاصمتُ أمي ثلاث ليالٍ،
قبل أن تُوافقَ على خطوبتنا.
لماذا إذنْ،
لم أكترث برابطةِ العُنقِ،
تلك التي أمضَتْ نهاراً كاملاً في شرائها لي.
***







كلمةٌ واحدةٌ أنهكتني،
كلمةٌ واحدةٌ،
ظّللْتُ أبحثُ عنها سبع ليالٍ،
لأكمل القصيدةَ التي تلائم عينيها،
مع هذا..
لم تعطني الفرصةً – يومها –
كي أُعلّقها في أذنيها الجميلتينْ.
***





هُناك، في المرآةْ،
لا يزالُ صوتي:
(عندي حكاياتُ ملوَّنةٌ يا حبيبتي
هاتي المساءَ أوَّلاً).
وهُناكَ،
-        لازلتُ أذكرُ –
وحيداً،
ربَّتُّ على كتفي.

5/3/93

ثمَّةَ موسيقى تنزل السَّلالمْ















(  1  )


اليقينُ الذي غشَّني،
اليقينُ الذي هَيَّأ الفخَّ عامداً،
لعلامةِ استفهامٍ،
كانتْ منذورةً لتكون رفيقتي.
اليقينُ الذي أوعز للبداهةِ خِلْسَةً،
كيف تصطادُ الطمأنينةَ
بالعزاءْ.
اليقينُ الذي أسرَّ بالحتميةِ ففرحتُ،
بينما مياهُ ضحكتْ
في لوحات الأطفالْ.
لمحْتهُ
-  هذا الصباح -
    يتوارى جريحاً خلْفَ هُراءْ.

2/1/92


(  2  )


لمْ أكُنْ أضَمِّدُ المساءَ بقُطْنِ المراهقَةْ،
ولا كنتُ وعدْتُّ الصّباحَ،
ببنتٍ في الثانوية.
لكنني نمْتُ فجأةً...
فرأيْتُني أخباُ الحكاياتِ الملونَةَ في جيوبي،
وأربَّتُ ظهرَ المِقْعدِ الخالي،
في الحديقَةْ.
بينما أردُّ التحيةَ على الانتظارْ.

11/1/92

(  3  )



هذا صباحُ جميلْ:
الشمسُ ضاحكةٌ، كفسْتانِ أنْثى.
وثمةَ
مُوسيقى
تنزلُ
السّلالمْ.
وعند الكُشُكْ..
صحُفٌ، ومجلاّتٌ، وهاتفُ عُمْلَةْ.

15/1/92

(  4  )


إذَنْ، فانتبهي للحنينْ،
الحنينُ الذي ينمو إلى جوارِ النافذةْ،
الحنينُ الذي لا يجفَّ في المنديلْ،
الحنينُ الذي يصحوُ
يحرس وِحدتَكِ،
الحنينُ الذي يصحبُكِ مساءً للسَّريرْ،
الحنينُ الذي يفسدُِ الوسادةْ،
الحنينُ الذي لا تضيعَ رائحتُه،
الحنينُ الذي يعتريك كُلَّ حينٍ،
نيابةً عني.
19/1/92

( 5  )



لمْ يكُن الميكانيكي فظَّاً
مثل هذا اليوم!!
الصَّبيُّ الذي فرَّ ساخطاً
بإليَتَيْنِ مُتَورِّمَتَيْن
تذكَّر – عند بابِ الكنيسة ِ-
صورةً عاريةً
كان قدْ خبّأها خلفَ لوحةِ المفاتيحْ.
هلْ ستصدِّقُ ابنةُ البوَّاب
أنهُ الآن في حاجة عابرة، لسكِّينْ؟!
رُبّما يشكُو لها، لاحقاً،
ألمَ إِلْيَتَيْهِ.
رُبَّما يلعنُ امرأةَ أبيِه عند العتبَةْ.
ورُبَّما يبكي خلسةً،
قبل أنْ يخلو – من جديدٍ –
بالصورةِ العاريةْ.

22/1/92

(  6  )




هاهي الشرفةُ الملونةُ
في شارع المقْريزي.
هُنا.. ذاتَ عصرٍ من أغسطُسْ،
بينما أتطلعُ للشرفاتِ،
متسائلاً، من فرط تَشرُّدي، عمّنْ يكونُ سُكَّانُها،
داهمتني نظرةُ امرأةٍ بضَّةْ
فانتبهتُ..
كانتِ البنتُ فَخْذُها لِصْقَ فَخْذِي،
بشكلٍ لافتْ.
ونهدُها النافرُ يسعى،
ليدخُلَ تحتَ إبِطِيَ الأيسرْ.
بينما كذلكْ..
رأيتُها، قطرةَ اللَّوعةِ تسقُط ْ،
من شهقةِ امرأةٍ بضَّةْ
في الشرفةِ الملونَّةْ.
هاهُنا سقطتْ، منذُ عشرين عاماً،
قطرةُ اللوْعةِ،
لتصحو اليوم – عند عبوري-
فخذا لصقَ فخذي،
ونهداً نافراً يسعى،
طريّاً... تحت إبطىَ الأيسَرْ.

9/2/92

(  7  )

واللهِ من الممكنِ أنْ تُصْبِحَ الحياةُ أجملْ.
ماذا...
لو أدعُ الباصَ، هذا الصباحَ،
يَفُوتُنِي.
وأخاصمُ الصحيفةَ عامداً،
ثمَّ أعرِّجُ على بيتِ خالتي، تلكِ لمْ أرها منذُ عامْ،
يا حبذا...
لو أصادفُ عندها مُناسبةً،
تستدعي المشاركة.
مثلاً...
أن يكون زوجُها، عُضْوُ الحزْبِ،
في النَّزْعِ الأخيرْ.
22/2/92

(  8  )




كان من الممكنِ، جدَّاً
أنْ آخُذَهُ هكذا، في عِناقٍ طويلْ.
وأهُزَّهُ،
غيرَ مصدِّقٍ،
كأننا رفاقُ حرْبٍ قُدامي.
وكان من الممكن،
أن تُغَافِلَنا القهوة ُ... وتبرُدْ.
بينما يضيقُ الوقتُ عن حكاياتِنَا
بدلاً،
من هذا الرعب الذي تملّكني،
مُذْ جلسَ قُبَالَتِي، هكذا، هذا الغريبْ،
وبدأ يحدِّقُ
من رُكْنِهِ القصي،
مع أنني، واللَّه العظيمْ،
طيبٌ جداً
وصالحٌ لبلادي.
6/5/92

(  9  )




جَرِّبوا مرَّةً، أيُّها الرجالْ،
أن تساعدوا زوجاتِكُمْ في المطابخْ
رُبَّما سَهْواً
تمسحونَ الغبارَ عن ذكرى قديمَةْ
إذ يسقُط الكأسُ هكذا
على غِرَّةْ.
فتصحو الزهرةُ (البلاسْتِكْ)،
وتهتزُّ الستارَةْ.
جَرِّبوا، لن تخسروا شيئا،
رُبّما خلْسةً،
يَراكُم الصغارُ هكذا، مُتلبِّسينْ
فيطمئنُّ اللَّعبُ
على سُلّم العمارةْ
بينما...
يتهيأ السَّريرُ لِحَظَّهِ.. منْ جديدْ.

13/5/92


(  10  )




الولدُ الجميلُ، صاحبيْ،
تماماً، قبل أن نقولَ: إلى اللقاءْ،
سألني جُنيهينْ.
آهِ، كيف فرَّتْ مني: " لآ "، هكذا
كأنني
واحدٌ
آخرْ... معهُ نقُودْ!!

13/5/92

(  11  )




لا تبتئسْ أيُّها الوحيدْ،
تأمَّلْ:
كمْ أنتَ الآنَ ضرُورِيٍّ
للذكرياتْ.
ومع هذا...
ثمَّةَ ذكرى جميلةٌ
مازلتَ تتركها هكذا، وحيدةً،
في المحطَّةِ القديمَةْ!!

23/5/92

(  12  )


مع أنَّ الأمرَ كُلَّهُ هزلٌ، وتمثيلْ
تراهُم هكذا: جادِّين إلى أبعدِ الحدودْ.
المرأةُ، إلى جوار زوجها،
على رصيفِ المحطة.
الأعضاءُ، في مقاعدِهمْ،
ساعةَ إلقاء الخطابْ.
زميلي الذي عُيِّن في الجامعةْ
إذْ يقابلني، صدفةً، في المصعدْ.
ضابطُ الشرطةِ ذو النجمتينِ
إلى جوار سائقْ.
والمديرُ خلف مكتبهِ
قبل أن يوقِّع إجازةً اعتياديةْ.
حتّى الشاعرَ، فعلها!!
وقد طلب الصِّحابُ سماع قصيدتهِ الجديدَةْ.

آه، أيُّها الوحيدْ
كيفَ وصل بكَ الأمرُ هذا الحدِّ
من التعاسَةْ
تماماً..
كأنك تقضي عُقوبَةَ الحياةْ!!
رُبَّما كُنتَ جديراً.
بكُلِّ
هذا
البؤسِ
لو لم تكُن أباً..
لهذهِ البنتِ الجميلةِ التي تضْحَكْ!!
29/8/92

(  13  )


قبل أن نرفع سمَّاعةَ الهاتفِ
ونهمسُ
بمعذرةٍ مؤجلةْ.
قبل أن نطرقَ بابَ جيراننا
بحنانٍ بالغٍ
في غير يوم عيدْ.
قبل أن نومئ بامتنانٍ
لسائقِ الحافلةِ
ونحنُ على السُّلمْ.
قبلَ أن نقدمَ شايَ الصُّبح
-        فرحين-
لساعي البريدْ.
وقبلَ أن نفرغَ من حماقةٍ أخيرةْ
يحدثُ..
 أن نموت ْ!

9/12/92

(  14  )


ذلكَ الشاطئ القريبُ، والمهملْ
كيفَ لا نراهُ
ونحنُ نشكُو قسْوةَ الأحبَّةْ.
ثمَّ...
الوجهُ الشاحبُ الجميلْ
الوجهُ الذي صادفنا، هادئاً، منذ عامْ
كمْ نسينا تَذكُّرهُ، في الليلْ،
ونحنُ صامتون.

ما يحتاجُ المرءُ، في الحقيقةِ،
ميسورٌ للغايةْ!!
23/12/92
مباهجُ لا تَمّحي







(  1  )



طيِّبةٌ للغايةِ البنتُ
صدّقتني، بفرحٍ، وأنا أكْذِبُ:
(حلُمت أنني قابلتكِ في المترو
وأننا..
وقفنا طويلاً أمام مُلْصقاتِ الأفلامِ
في مداخل دُور العرْض.
كُنتِ تضغطين على يدي
بشدّةٍ
وأنا أشمُّ رائحتك، غير مُصدِّقْ
وقبل أن أصل شباك التذاكرِ
هتفْتِ خائفةً
- يا خبرْ.. !! لقدْ تأخَّرْتُ !!)
ضحكت الجميلةُ، وقالتْ، في أسَى،
يا ليتني ما هتفْتُ !!


(   2  )


يفرحُ الواحدُ، وهو راجعُ سَاكتاً،
في الباصِ الأخيرْ.
صوتُ (أمّ كلثوم)، عبْر راديُو ترانزسْتور،
في آخر العربةْ.
يدُها...
آهِ، كمْ كانتْ لصيقةً بيدهِ،
طُوال الفيلمْ.
ونورُ السُّلمْ...
قدْ تركهُ الجيرانُ مُضاءً، آخر اللَّيلْ !!


(  3  )


تقولُ البنتُ، وهي على حافَّةِ اللذَّةْ،
حرامٌ عليكَ أن تتركني،
هذهِ اللحظةْ.
وتقولُ: أوووه... واللهِ العظيم، لوْ
أغلقتَ الخطَّ
لن أطْلبكَ ثانيةً!!
(ثمَّةَ أمورٌ، إذن، تحفظُ الذَّاكرةْ)
يومَها، قبَّلتُ أمّي
وقفزتُ السَّلالمْ
ثُمَّ ناولتُها، في سلَّةِ الشُّرُفةِ،
باكُو الفانيليا!!
29/12/92


لا يُكلِّمُ نفْسَهُ
في الشَّارع




حدَثَ كثيراً


وأنا أُقبِّلكِ.
وأنا أعبرُ بكِ الإشارةَ وسْطَ العرباتْ.
وأنا أمتنُّ بعينييَّ
لأصابعكِ الفرحانةْ.
وأنا انتظرُكِ في محطَّةِ المترو،
قُرْبَ هَاتفِ العمْلةْ.
وأنا حائرُ بين دبوسين لمعطفكِ الشِّتويِّ،
في محلٍّ صغيرْ.
وأنا أمرُّ أمام مدْرستكِ الثانويَّةِ،
حيث اختلسنا الدقائق المرتبكة
وأنا أفكِّرُ فيكِ عاريةً،
أو بقميصكِ الخفيفِ في المطبخْ.
نسيتُ..
أن أغادر القطار في المحطَّةِ،
مساءَ أمسِ الأوِّلْ
18/4/93


ومن المحتملِ
أنّها تعرف ذلك







اجلسْ هُنا قليلاً
أيها الوحيدْ.
هُنا..
حيث جلست البنتُ الجميلةُ
طُوال المحاضرةْ.
***








قلمُكَ الرصاصْ
معك.. منذُ عامينْ
اليوم فقط،
تحسستهُ برفقٍ
بعد أن أخْطَأتهُ البنتُ
وكتبتْ به اسمَها.
***








غلافُ كراستها
تماماً، هو غلافُ كرّاستِكْ
مع هذا
فرحانةً كانت القطِّةُ، على كرّاستِها
وحزينةٌ قِطتُكْ!!

12/5/93


وهو يقرأ الفاتحَةْ


تماماً، في الرابعةِ والثلاثينْ،
الأرملةُ التي حمَّمَتْ أبناءَها الثلاثَةْ
صباح يوم الجمعةْ.
على السريرْ..
ثلاثةُ جلابيب بيضاءَ مكْوِيَّةْ
وشعْرها المبلولُ يضحكُ، عن عشرين ربيعاً.
عُودانِ من بخورٍ هندي،
يوزِّعان في الشقةِ الصغيرةٍ رائحةَ الإجازَةْ
كذا...
شباكانِ مفتوحانِ على سُورةِ "النَّساءِ" في المسجد
القريبْ،
ومئذنٍة عاليةٍ
تقولُ عليها البيتُ الصغيرةُ: العصرْ
.......
اذهبْ للصلاةِ إذنْ
أيُّها المراهقُ خلْفَ الشيشْ !!
23/5/93


يمشي جنْبَ الحائطْ




وإذا كانْت فعلاً تُخطِّطُ لذلكَ
وتبدو، كُلَّ يومٍ،
كأنها سوفَ تنجحُ
ماذا يمكنُ للواحد، حقيقةً، أن يفعلْ
كيْ لا يقع هذا النهرُ
في قبضتها !!
الواحدُ...
الذي قرَّرَ ألاّ يركبَ الأتُوبيسَ
ومعهُ راتبهُ الشهريْ !!
9/6/93


عند الفُندقِ العائم


أمُّكَ، واللهِ، ظِفْرُها بعشْرٍ
من هؤلاء النسوة.
اللواتي..
لم يَجْلسنَ ساعةً واحدةً
أمامَ نارِ الفُرْن.
هلْ ترمَّلتْ واحدةٌ منهُنَّ، مثلاً، في الثلاثينْ،
وعُلّقَ في رقبتها ثلاثةُ أطفالٍ
وأختُهم في الرَّحِمْ.
أراهنُ:
ولا واحدةٌ منهُنَّ تعرفُ كيفَ تسلخُ أرنبةً بعد ذَبْحِها
وشكْلهُنَّ ضاجعْنَ رجالاً كثيرين
غيرَ أزواجهن.
وليس بعيداً
أنَّهُنَّ يَعْمَلنَ جواسيسْ !!
10/6/93


وكَما حَدثَ منْ قَبلْ


سوفَ نُفسِدُ الخُطَّةَ، هكذا
تماماً...
كأننا نَقْدِرُ !!
سوفَ نعرفُ منْ هُو عدوُّنا الأوَّلْ
ومنْ عَدوُّنا الثاني.
ولن نجد الوقتَ في صفوفنا
فنصحُو
فوقَ رؤوسِنا البرابرةْ
ثم نبدأ
نَهْدمُ الذي حدَثْ !!

15/6/93
هلْ كانَ لابُدَّ أنْ تُخْلِفي

موعِدَكِ اليومَ أيضاً




أشخاصُ فظَّةٌ يا أخي!!
أبداً..
لا تَلْمَحَ في عيونهم أثراً للحُزنِ،
أو الألْفَةْ.
لَيْتَهُم يسْكُتونَ هذه الدَّقائقَ،
حتّى لا يتناثر مِنْ أفواهِهِم قِشْرُ اللُّبِّ، هكذا
أنا لا أعْرفُ، واللهِ،
لماذا يْرفعون أصْواتَهمْ جِدّاً،
وهُم إلى جِوارِ بعضْ،
ثُمَّ يدوسُون قدميكَ في هَذا الزِّحامْ،
وكأنهُم لمْ يفعلُوا شيئاً !!
تجدهُمْ..
لا يدفعونَ جُنيهينِ للزَّبَّالِ كُلِّ شهْرٍ،
ويطوَّحون بقايا طعامِهم في الشارعْ.
وقدْ كانت فضيحةً
يوم ضبطتهُم جارتُهم
يَدُسُّونَ قِشرَ البطيخ في سلَّتِها !!
18/6/93


سيقابلها غداً




بلكونةٌ بحريَّةْ
وجيرانٌ..
لا ينشرون فوقنا ملابسَهُم المبلولةَ
قبل أن نرفع غسيلنا الذي جَفْ.
ينادي البائعُ في شارعنا
على خضرواته الطازجة.
وعمّ صابر،
الذي يتسلَّمُ خطاباتنا،
دفع لنا فاتورةَ الكهرباء، ونحنُ غائبونْ.

أشياءُ، كهذهِ، كثيرةٌ
كأنهُ يراها لأوَّلِ مرَّةْ !!

19/6/93



يتزوَّجنَ أوَّلاً


لا تحسِدْنَ الغُلامَ الجميلَ أيتُها النِّسْوَةْ
الغلامَ الذي شَعْرهُ ناعمٌ
وعيناهُ خضراوانْ.
دائماً.. يضجُّ جسدُهُ بالبهجةِ، دائماً
فلا تحسِدْنهُ
غداً...
سوف تمرُّ شاحنتان مُسرعتان فوقَ أبيه في السيارة الجديدةْ
ولن تَلمَحْنَهُ هكذا، ثانيةً،
مع أخواتهِ الأربعْ.
28/6/93
إسألوني أنا
عن الولد الطَّيبْ
دخلَ معها السِّينما، مرَّتينِ،
في أسبوعٍ واحدْ.
ثم تشابكتْ أصابِعُهُما مَسيرةَ مئةٍ وعشرين كيلو
متراً
في أقلِّ من شهرينْ.
لا يذْكرُ عددَ الشققِ المفروشةِ التي جمعتهُما،
طوال هذا العامْ.
ولا يعرفُ – حقيقةً –
إن كان ثمَّة من سبيلٍ آخرَ
لحياةٍ كتلكَ
دون أنْ يسقطَ أبوها، من جبروتِه،
مشلولا!!
7/7/93


قبلَ أن يطوحهُ
أتوبيسُ هَيئةِ النقْلِ العامْ


بالتأكيدِ، كُنتَ محظوظاً.
دقيقةٌ واحدةٌ فقطْ
حالتِ دون فضيحتكَ،
وحفَظَتْ لكَ كُلَّ هذهِ الحُمَّى، من أثَرِ العناقْ.
هلْ كانتْ تهذي بين ذراعيكَ
إلى هذهِ الدَّرجةْ!!
لابُدَّ انكَ  قدْ غادرتَ الغرفةَ على الفورِ،
كما أنكَ لم تنتظر المصعدَ
وأنتَ في الدور العاشِرْ.
آهِ الشيطانةْ !!
لن تكون كاذبةً، عندما تُبلِّغُ القسمَ الطِّبي
عن حرارتكَ المرتفعِةْ !!
مع أنك خارجُ للتَّو من البوابةِ الرئيسيةِ للمبنى
دونما علاماتِ انفلونْزا.
أعرفُ...
هي الآن لا تقلِّب في الأوراق التي فقدِتْ نظامها منذُ قليلٍ
بحثاً عن " نموذج العيادة "
فقطْ تجفّفُ ارتباكاً
لا تراهُ زميلتُها المحجَّبةْ !!
آآآه...
وجهي وقميصي مُرقَّطان بالقُبلاتِ، أيُّها السائقُ الأعمى !!
27/7/93


إلى أنْ تُضيءَ
الإشَارةُ الخضْراءْ


كأنّما رجلُ خاصَمَ أمَّهُ
بعد أربعين يوماً من موتِ أبيه إثرَ نزيفٍ
في دواليَ المرِّيءْ.
ثُمَّ باع الفدَّانينِ
وثلاثةَ قراريطَ من الأراضي، شرْقَ النَّهرْ
كيْ يتزوَّج امرأةً شهوانيةْ
ضاجعها في الظهيرةِ
فأنْجَبَكِ...
أيتها البنتُ التي تركتْ بلوزتها.. مفتوحةً
أمام تاجر قطعِ غيار السياراتْ !!
4/8/93

عينان إلى السَّقْفْ


أنتَ أيضاً لم تكُن طَيِّباً،
ظهيرةَ أمسْ.
بإخلاصٍ شديد..
أجَبْتَ البنتَ عن أسئلتها
المتعلقةِ بالعملْ
وساعدكَ ذلك كثيراً
على أن تتأمل شفتيها، دونما تردُّدْ
وعندما استدارت إلى مكتبها
وانحنت فوق الأوراقْ
راحت عيناك تتحسسُ ظهرها
بشرودٍ ملحوظْ.
لا أظنُّ أنَّ أحداً منَ الزُّملاَءْ
تطرَّقَ إلى ذهنهِ مثل هذه الهواجس الشِّريرةْ
التي تسللت إلَيكَ:
هزَّةٌ أرضية !!
تُصدِّعُ الجدرانَ
وتصيِبُ الناسَ بالذعرِ والفزعْ
كي أجدَها، فجأةً، بين ذراعيْ
بذاتِ الشفتينِ
أسْفلَ منضدةِ الاجتماعاتْ !!
13/8/93


لليومِ الثالثِ،
لم تقُلْ لهُ " صباحَ الخير "

تنزلقين على السُّلَّمِ، يا ربْ،
وأحملُ إليكِ الزهَور في المستشفى !!
أو يتعطَّلُ بكِ المصعدُ
( بين الدور العاشر، والدور الحادي عشرْ)
وتخافين بِجدْ !!
هذا المصباحُ سوف يحترقُ ذاتَ مساءٍ
وتتعثرين في هواجسي:
ستحبينني بعد شهرين
وعندما أرى لهفَتَكِ عليَّ، في العاشرةِ صباحاً،
أغتبطُ في سِرِّي !!
18/8/93


في الطريقِ إلى العملْ

وجهُهُ مُضيءٌ جدّاً، في السابعةِ صباحاً، هذا الولدْ
كأنما البهجةُ – على حينِ غِرَّةٍ –
تفتحتْ في كلتا شفتيهْ
حتَّى أنَّهُ بدا..
كما لو كان في التاسعةِ عشرَ من عُمرِ
مع أنّهُ، مُنذ أسبوعين،
كان يحتفلُ بعيد ميلاده الخامسِ والعشرينْ.
لا أظنُّ أن عينيه كانتا تلمعان بهذه الدّرجةِ
من قبلْ !!
كما أنّه ولابُدَّ، منذ قليلٍ،
كان يطلُّ على صورتهِ في مرآةِ الغرفةِ
وبينما يبتسمُ..
تحسَّسَ " الدَّبلَةَ " الذهبية
التي وضعتها في إصبعِ يدهِ اليمنى، مساءَ أمسْ،
بنتٌ يُحبُّها للغاية !!

نفسُ الصباحِ الجميل، واللهِ،
الذي مرَّ علّيَّ منذُ أحَدَ عشرَ عاماً !!
20/8/93


تُُرى، ماذا فعلَ المراهقُ
الذي تأخَّرتْ فَتاتُهُ؟

صباحَ يوم جُمعةٍ، قَريبْ
سيدخلُ مسمارٌ صغيرٌ في إحدى إطارات
" ميكروباصْ "،
ويفسدُ موعداً غرامياً
لمراهقةٍ
كَذَبتْ على أُمِّها !!
سيغيَّرُ سائقُ الميكروباصِ الطَّيبُ عجلتهُ المثقُوبةَ راضِياً
بينما رجلٌ، في المقعد الخلفي، يُفكِّرُ.
في مدى مسْئوليةِ الحكومةِ عن أحداثٍ كهذه
جرتْ في (عين شمس).
لا أحدَ إطلاقاً
سيلمحُ الورقةَ المطْوِيَّةَ، فِئةَ المائةِ دولارٍ،
أسْفلَ العجلةِ غير المثقُوبَةْ.
فقط..
العجوزُ الذي وَهنَ بصَرهُ
سيتأخر قليلاً عنْ موعد انهيار منزِلهْ.
وسأستغرقُ أنا، تماماً، مع صوْتِ فيروزْ
عبر راديو (توشِيبا) صغيرْ.
والبنتُ التي إلى جوار النافِذَةْ،
البنتُ ذاتُ البلوزةِ الزرقاء، والملامح الأجْنَبيَّةْ،
ستتابعُ ولداً يبيعُ المناديلَ في الإشارةْ
فإذا ما وضع بضاعتَهُ على الرصيفْ،
وانحنى قَليلاً
يُسَوِّي شَعْرهُ في مرآةِ سيَّارة واقفةٍ يمين الشارعِ
همسَتْ فرحانةً:
" أوووه، جميلٌ واللهِ،
أشْكُروا صاحبَ السيارةِ رقَمْ 5620 – مَلاَّكي جيزَةْ "
بينما مُراسِلُ ( الواشِنطُنْ بُوسْتْ )
يدخلُ في شارعٍ جانبيَّ
لا لشيء
سوى أنّهُ لمْ يدْخُلْ فيه مِنْ قَبلْ !!
25/8/93


وهو يشربُ عصير القصَبْ،
على الجانب المقابلْ

صورةٌ على غُلافْ
مثيرةٌ
وشهوانية !!
في الواحدةِ صباحاً،
بعد عامين من موتِ صاحبتِهَا.. مُنتحرةْ،
وفي مطبخ ثُكْنَةٍ عسكريةٍ نائيةٍ
وجدها أحدُ جنودِ الخدمةِ
بينما يُفْرِغُ قرطاسَ السُّكَّرْ !!
كانتْ نظرتُها
لا تزالُ تفيضُ بالشَّبقْ
حتىّ أنهُ، بسرعةٍ،
قضى شهوتهُ، كاملةً، على شفتيها !!
المشْكِلةُ...
إن إحدى كاميرات المراقبةِ السِّريةِ
إلتقطته
وهو يفعلُ ذلكْ !!
وبقدر ما كان المشهْدُ مثيراً
لطالبات المدارسِ الثانويةْ
فإن قائدَ الوحدةِ الكبير، والذي استقالَ،
تمكن من بناء ثلاث عماراتٍ
شاهقاتْ..
اسفلَ واحدةٍ منهُنَّ
مطعمُ (كنتاكي) هذا... !!
31/8/93


لنفسهِ، يقرأ الفنجانْ !!






لمْ ينْسكِبْ كُلُّ اللبنِ بَعْدْ.
والأصابعُ المدرَّبةُ على جمع الحليبْ،
رغم الرطوبة،
لا تزالُ تحرسُ الوصايا.
التفتْ إذن للإناء الذي بين يديكَ
و احْذَر الشرخَ أن يمسَّ الرُّوحْ.

             










عرسٌ بهيجٌ فعلاً
كمْ بذلتْ بنتُ العمِّ من جُهدً
طُوال أمسْ.
والليلةَ أيضاً، رقصتْ بكُلِّ هذهِ الرَّوعةِ،
في زفافِ بنتِ الجيرانْ.
    


                                                           
تأمَّلْ..
نقشٌ  كهذا لن يكونَ أبداً
لحداثيين
يجلسُون على المقاهي نهارَ شهْرِ الصَّوْمْ
فامسح الغبارَ الذي عند الحافَّةْ
وتأكَّدْ:
كُلُّ هؤلاءِ الفتياتِ الخارجاتِ من مدارسهنَّ
سوف يواصلن السَّهَرَ
على رعايةِ الواجبْ.

12/12/93


تذكَّرْتُ اللَّيلةَ الشتوِيَّةْ




مات الرَّجلُ الذي هتفتُ ضِدَّهُ، وأنا طالبْ !!
مات هكذا، بعيداً
وقد تخطىّ الثمانينْ.
حزنتُ فجأةً، وأنا أقرأ الخبْر
وتذكرتُ السور الحديديَّ الذي لا يزالُ قائماً.. هُناكْ
تذكَّرْت الليلةَ الشتوية..
والبناء المقابلْ.
حيثُ الجراج الذي احتمينا بداخلهِ
من القنابل المسيِّلةِ للدموعْ


والحارسُ..
الحارسُ الذي لملم معي كراريسيَ المبعثرةَ..
حتىّ الآنْ !!
25/12/93


هُناكَ، إذنْ،
ما يجبُ أن نكُون شرِّيرين إزاءَهُ،
 يا أصدقاءْ


لا تكُن شريراً هكذا
لا تفرح – مثلاً –
لخصامٍ
شبَّ فجأةً بين صديقكَ
وخطيبته.
ليس هكذا يشعرُ أصدقاءٌ
تبادلوا قراءة الكتب!!
ثم أنهما – بعد قليلٍ –
سيتصالحانْ.
فقط، يصلُ الميكروباصْ

ويجلسان – صامتين – في المقعد الأمامي
دقيقةٌ
ويقع بصرهما، معاً،
على علبة المناديل الورقيةْ.
كلمةُ Smile مكتوبةٌ هكذا
سْمَايلْ !!
كيْ ينظرانِ لبعضهما،
ويبتسمانْ.

26/12/93


مِنْ وَرَاءِ زُجاجِ نَافذةِ
قطارٍ سَريعْ



شَريعةُ الضَّعيفْ



مزيدٌ من الإيضاحِ
ضروريٌّ،
وأكثر مِنْ مُهِمْ !!
مزيدٌ من الفُسْحَةِ، والرَّحابَةْ.
من المراجعةِ والأناةْ.
ثمَّ التريُّثُ
مزيدٌ من التريُّثِ، أيتُها القُوَّةُ،
فقط..
كيْ نرُدَّ جحافلَ "سُوءِ الفَهْمْ ".
27/6/94


مُثَقَّفون، على مقهى
"زهرةِ البُسْتان"


نحنُ لا نستحقُّ الحياةَ، أحياناً
مثلاً...
لمْ نولدْ لنسْخَر منْ مواطنين عزفوا عن المشاركةِ
 في " الحياة السياسيةْ "
مع أننا لم نذهبْ، مَّرةً،
إلى (صناديق الانتخابْ )!!
كما أننا – أيضاً –
لم نتقدم خطوةً واحدةً
لِنَعْبُرَ بضريرٍ عْرضَ الشَّارعْ.
28/6/94


وردةٌ مُؤمَنةْ



الوردةُ التي وَخَزتِ البُسْتاني
طبعاً، دُونما قَصدٍ،
لم تغفرْ لنفسِها، حتىّ أوانَ القِطافْ.

28/6/94


من جَديدٍ،
الأملُ على قَدمينْ



كثيرةٌ هي الأمورُ السَّيئةُ
التي تدفعُ المرءَ للإحباطِ، وإهمالِ العملْ.
وكثيرةٌ هذهِ الصُّحفُ
التي تَعِرضُ لذلكَ كُلَّ صباحْ.
مع هذا،
لم تتوقف الأمورُ السَّيئةُ يا إلهي.
ولم يعُدْ في وُسْعِ المرء، أحياناً،
سوى أن يتأمَّلَ المُزَارعَ الأمَّي ذَا الرَّوحِ النَّشِيطَةْ
وأن يُردد


-  من وراءِ زجاجِ نافذة قِطارٍ سَريعْ -
" جديرٌ بالمرءِ، واللهِ، أن يكُون جميلاً
أمَامَ نفسِهَ ".
4/7/94


ثلاثُ ورْداتٍ في إصِّيصْ




ورُبَّما اصطحبْتَ فَتاةً فِنْلنْدِيَّةً
إلى مَحلّ "كُشَري"



أنْ تدُلَّ الغريبَ على أقربِ صَيدليَّةْ.
أن تصعدَ بعجوزٍ درجاتٍ ثلاثةً، أمامَ شُبَّاكِ المعاشَاتْ.
أنْ تقفز مِن أتوبيس أمامَ مقْهَى،
وتسقي طفلةً – لمْ تُكْمل العامَ – ذاتَ ظهيرةٍ مِنْ
أُغسطُسْ.
أن تُأمِّنَ على دعواتِ أمِّها لكَ
بالسَّتْرِ والسَّلامَةْ.
أنْ ترُدَّ ورقةً فئةَ الخمْسةِ جُنيهات
لبائعةٍ حَسِبَتْها خمسَةً وعشرينَ قِرشاً.


أنْ تنعطفَ بالذي كانَ رفيقَكَ في الكتيبةِ، وتشْربا
عَصيرَ القَصَبْ.
أنْ تَبِشَّ في وجهي، وتقُولَ: مَا هذا القميصَ الجميلْ.
أنْ تَنادي بائعَ الجرائدِ باسْمهِ.
أن تقولَ: اللهْ،
حينَ تشُمّ رائحةَ الياسَمينِ أمام منزلٍ لهُ
حديقَةْ
أنْ تُفكِّرَ: " صرْتُ ذا سَبْعةٍ وعشرينَ عاماً "،
وتتزوَّجَ مِنْ فتاةٍ مَرِحَةْ.
أنْ تُنْجِبَ طِفلاً أجملَ منْ هَؤلاءِ الضَّاحِكينَ في الإعلانَاتْ.
أنْ تُصَفِّقَ لهُ كُلَّما أتمَّ احْتِسَاءَ اللّبنْ.

ثُمَّ...
 لا تُفَكَّرَ أبداً
في أنَّهُ سيكْبُر، ويسافرُ، ويتْرُكَكَ رُبَّما دُونَ أحدٍ
يأخذُ بيدكَ إلى الحمَّامْ.

9/7/94


كما أنَّهُ نجا في حوادثَ مُروِّعةٍ،
ثلاثَ مرَّاتْ


" أبداً، لن أكذب ثانيةً، منذُ اللَّحظةْ "
هكذا أكَّدَ لنفْسهِ ذاتَ صباحٍ،
وكان على مَقْربةٍ من ظلالٍ لها رائحةُ ياسمينْ.
سوى أنَّهُ قد نَسِيَ ذلك تماماً
ولم يعُدْ يدري مُنذُ مَتى
وهو يقفزُ هكذا، بين العرباتِ، وفي المكاتب، وعلى الأرْصِفةْ !!
فجأةً...
أمامَ مرآةِ مصْعد الجريدةْ
بينما هُو في السَّابعةِ والأربعينَ، وتَسْعةِ أشْهُرٍ، ويَومْينْ


تذكَّر الظلالَ ذاتها
الظلالَ التي لها رائحةُ ياسمينْ.
وكحاطِبِ تعاسةٍ
غمْغَم الذي سيموتُ في فراشهِ هذا المسَاء:
" ماذا ستفعلُ الآنَ حيالَ التجاعيدْ؟!
آهِ التجاعيد التي – بلا رحمةٍ –
غضَّنتْ رُوحَكْ !! ".


25/7/94
ضرُريٌّ أنْ نطْمئنَّ
على مَوْلدِ شَاعرٍ جَميلٍ،

وَلوْ بعدَ خَمْسَةَ عشَرَ عاماً



رجالٌ وَرِعُونْ
هبطوا المدينةَ خفافاً، ذاتَ مسَاءْ
واشتغلوا مِهَناً شتَّى.
مسَحُوا على رأسِ يتيمٍ، وبَسْملُوا
وليس لبعضهِم لِحَىً،
وبعضُهُمْ
ذوُوا أفكارٍ لها رائحةُ ريحَانْ.
قال أحدهُم – باسماً -:
" خُذْ هذهِ يا غُلامْ "
ولم تكُنْ برتقالةً، ولا قطعةً مِنْ نقُودْ !!



ثم هبطوا مدينةً أخرى،
غير مُتعبين.
مسَحُوا على رأسِ يَتيمةٍ، وبَسْملُوا
وقال أحدهُم:
" خذي هذا يا غُلامَةْ "
ولم يكُنْ رغيفاً، ولا قميصاً ذا كُمِّيْن !!
اصبرُوا...
خمسةً عشَر عاماً،
والرجالُ الورِعُون لم يعُدْ يراهُم أحدْ.
فقطْ...
تزوَّجَ الغلامُ الغُلاَمةْ
وتحدثَ الناسُ، في الصباحِ،
عن غُرباءَ شُوهِدُوا عند أطرافِ المدينةِ
يُهنئون أنفسَهُمْ،
مُهَلِّلينْ.
3/8/94


بُذورٌ جافَّةْ











ليس سهْلاً
أن يُصْبِحَ الواحدُ هكذا، طيِّباً
فيتركَ المقعدَ للعجوزْ
ويعودَ لبيتهِ
فرْحاناً
بقدمين داميتينْ.
1993






مع أنَّهُ، كُلَّ يومٍ،
يُصلِّي الصُّبْحَ
ويدعُو: ربِّ اهدني إلى صراطٍ مستقيمْ.
بذنوبٍ جديدةٍ
كُلَّ يومٍ يعُودْ !!
ذلك..
أنَّ البناتَ جميلاتٌ، يا ربيِّ،
أكثَر من اللاّزمْ.


                                         1993




في يوم واحدٍ، رأيتُهما،
كرسيٌّ متحركُ
-  في زاوية المعرضِ -
ينتظرُ غفلةَ العابرْ !!
ومنضدةُ قديمةٌ
-  في ركنِ مقهى -
تترقبُ..
شجار زوجين !!
1993









كان الملاكُ هُنا، أسْفلَ الشُّرفَةْ
مع هذا..
لم تنزلق قدمُ أحدِهْم،
الصِّبْيَةُ الذين يُعلِّقون الأنوارَ
والفوانيسَ الورقيةْ.
1994










بعد قليلٍ، ينطلقُ المدفعُ
ليس فقط كي ْيُفْطِرَ الصائمونَ
أيضاً...
كيْ تهتفَ الصغيرةُ: بُمْ.
1994











تكاثرت عليَّ الفراشاتُ
وميُّ في يدي !!

1994


القصائد


·        زيارة لآلامٍ قديمة
·        ثمَّةَ موسيقى تنزلُ السَّلالم
·        مباهجُ لا تَّمحِي
·        لا يكلّمُ نفسهُ في الشارع
·        من وراءِ زجاج نافذةِ قطارٍ سَريع
·        ثلاثُ وردات في إصِّيص
·        بذورٌ جافة


















التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads