جَروُ سان ديي
في مدخل الحي الذي أشار إليه المارشال ليوطي*
ذات يوم خاص من سنة 1912 قائلا:
"فليكن سان ديي"
يطل الجرو بفرو أسود ناعم
تشتهيه نسوة آخر الليل على ياقاتهن؛
النسوةُ اللواتي صحبن مارسيل سيردان*
وألفن لكماته على وجوه فُتوات كازابلانكا.
يرمقني جرو سان ديي بعينين دامعتين
ألوِّحُ له متوجسة
من شرفته المهترئة
ومن نظرات المارة
هيه.. "بلاك".. ما اسمك؟
تكتشف جارتي حبنا، وتقول:
إنه كلب تاجر الحشيش
فأقول:
في صحة كتامة
جهجوكة
بوب مارلي
ونزلاء مراكز معالجة الإدمان
من بار أنطوان المجاور
تنبعث كلاسيكيات عبد الوهاب وأم كلثوم
وحين تصاب علبة الموسيقى
بعدوى الضواحي
تصدح بأغاني الراي والشيخات.
جرو سان ديي
يرقب بحياد
عبور عاشقين بعد منتصف الليل
يرددان أغاني حب
بصوت دائخ.
* لوي هوبير ليوطي أول مقيم عام فرنسي للمغرب بعد احتلاله من 1912
*الملاكم الفرنسي عشيق إيديث بياف كان يعيش في الدار البيضاء
