الرئيسية » , » بعد صراع طويل مع المرض | ممدوح رزق | العدد العاشر | كتاب الشعر

بعد صراع طويل مع المرض | ممدوح رزق | العدد العاشر | كتاب الشعر

Written By غير معرف on الأربعاء، 27 مارس 2013 | مارس 27, 2013





بعد صراع طويل مع المرض

ممدوح رزق


باب المشرحة

لدي مكتبة كبيرة
تصلح للبدء في تجارة الكتب المستعملة
لكنها لا تكفي لأن أكون ( أوليفر مارتينيز )
في فيلم (
Unfaithful )
الأمر الذي سيحرمني من مضاجعة ( ديان لين )
داخل حمام المقهى
وعلى كرسي السينما
وفوق سلالم البيت
ووسط الكتب ...
في كل مرة
أنتظر نهاية أكثر تسامحاً
ويقرر ( ريتشارد جير ) أن علاقة زوجته بتاجر الكتب
جزء من اللعبة التي لا يمكن التحكم بها
وأن الحياة يمكنها الاستمرار
دون أن يضطر لكسر جمجمته
بكرةٍ شفافة
تتساقط بداخلها الثلوج ...
لدي مكتبة كبيرة
لكنها تكفي لأن أنظر بطرف عين إلى زوجتي
كلما ظهر الفرنسي الوسيم على الشاشة
وهو يطير أمام العالم
بأجنحة قوية من اللامبالاة
حاملا ربة منزل لا تصدق سعادتها
وأفكر في أنها ربما تتمنى مثلي
نفس النهاية البديلة
فأخبرها أن رفوف المكتبة
تنقصها كرة شفافة
تتساقط بداخلها الثلوج .

عدم التعرّض للآلهة

الألوان لا تنطق
لو كانت قادرة على الكلام لأراحت ضميرها
واعتذرت صراحة عن تاريخ غير نزيه للعالم
سقط منها كتبوّل لاإرادي
وهي تحاول العثور على لون مفقود
كي تموت مطمئنة بعده
ودون أن تضطر للبقاء
كعاهة مستديمة
تزين عيون القادمين إلى الحياة.
هي تتمنى أن نفهم بأنفسنا
أن الكلمات مجرد كوابيس عن مكان غامض لا يمكن تلوينه
وكائنات متخيلة لا سبيل للتفاوض معها ...
لسنا في حاجة لأن نسمع الألوان
وهي تتحدث بخجل عن وجودها الذي أصبح مخزيا وبلا معنى
نحن نشعر بها فعلا
وإلا بماذا نفسر الخوف الغريب الذي تعوّدنا على كتمانه
كلما حاول أحدنا وصف أي شيء ؟!
هكذا خُلق العمى.


كلما كان هناك ولم يجد شيئا يفعله

تستطيع أن تعرف الملل على حقيقته
ليس في الأوقات التي تثقلها ابتسامته المتشفية عادةً
بل داخل لحظة عشت عمرك كله
مطمئنا لضعفه أمامها.
ستجد ابتسامته تلقائية وسهلة؛ هذا معروف طبعا
لكن مرارتها ستكون أقرب إلى ...
نعم مُذلة
مُذلة هي الكلمة المناسبة لتحول جلوسك في بلكونة الأسرة الميتة
واستماعك إلى
as time goes by بصوت بيلي هوليداي
إلى فيلم تقليدي فاقع للمرارة.
ستحتاج إلى معجزة
تعيد الألم من ضياع المشهد القديم
وبصرك المفقود
إلى مجرد ألم
سعادتك به محمية من الابتذال
يلزمك حدوث شيء نادرا ما يتكرر
كأن ترى في الشارع أماً تنهر طفلها فجأة الآن
عندما يشير إلى واحدة من القطط التي تأكل من الخرابة
ويصر أن يأخذها معه
الأم التي تخبره بأنها ليست نظيفة
وأنها ستشتري له واحدة أكثر جمالا
وبينما يبكي على الوعود التي لم تنفذها أبدا
تجذبه بعيدا عن المشهد القديم
وبصرك الذي عاد إليك وقرر أن يحول لون القطة من الأصفر إلى الرمادي الغامق
ويعطيها اسم ( مشمش )
ثم يودّعها ويترك البلكونة سعيدا بألم عدم قدرتك
على أخذها إلى البيت.

قلت لها أن هذه لم تعد وردة


لازلتِ جالسة على رصيف ( Love Street )
لكن ما يفصلني عنكِ ليس العشر دقائق التي يجب أن يستغرقها التاكسي من ( الجوازات ) إلى ( جامعة المنصورة )
بيننا عشر سنوات مرّت
كشكّة دبوس استبدلت الدنيا بأخرى
وتركت لنا حرية التأويل
المحصنة ضد اكتشاف لحظة التنوير في الكوميديا
كما أنها غير كافية لصنع آلة زمن
يتناسب عدم احترامها لمنطق الفناء
مع رجوعها بموتنا المشترك إلى لحظة المرض الأولى
وإعطاءها مقادير غيبية
لطهي العالم من جديد
وجعل فيلم الخيال العلمي
أكثر إثارة .


السماء تعتبرني لقيطا
فهمت هذا حين رأيتها تعامل الأطفال في الشارع كأبناء
وتتركهم يلعبون ( البلي ) بحرية تحت شرفة طفل
أجبرته أمه على الاكتفاء بالفرجة عليهم
وتقليد ضوضاءهم المرحة بينما يتخيلهم يشاركونه اللعب داخل حجرته المغلقة
السماء تسخر من اللقطاء
تترك أحدهم يفرح بسماح أمه له باللعب مع الأطفال لمرة وحيدة
ثم ترسل ابتسامة ساخرة إلى وجه الأم لتستقبل بها سعادته المطفأة
وحسرته على خسارة كل ( البلي ) الذي ظل يجمعه طويلا .


المقهى مكان جيد للتفكير في أن السماء لم تتبرأ منك وحدك
وأن الألم لا يكمن تحديدا في الجروح التي تحفرها المعجزات
وإنما في اللحظة التي تبدأ معها في تضليل يقينك به
لتعيد تثبيت الثقة في الأم التي لا يمكن أن تطرد أحدا من رحمتها 
أنا أكره المقهى
بدقة أكثر أكره احتياجي للجلوس الشبه يومي إلى هذه الطاولة
أستطيع أن أستنتج متعتها وهي تراقب من وراء حيادها الصامت
انتظاري الهزلي لأن يفهم الآخرون كيف يحبونني
هنا يمكنني تعريف الوحدة
بالأيام والشهور والسنوات التي مرت
دون أن يتحدث معك أحد عن الدفء الحميمي لديكورات بيوت الريفيين وأبناء الطبقى الوسطى في دراما الثمانينيات مثلا ...
بالأيام والشهور والسنوات التي مرت
دون أن تقنع الآخرين بوجود أرواح شريرة
تسكن أي لغة يمكن استخدامها في الحب .


ما فهمتيه صحيح جدا
الذي كان جالسا بجوارك على رصيف (
Love Street )
هو نفسه الذي ذهب معكِ إلى بيت ( الجوازات )
كي يشاركك لعب ( البانتومايم ) يوميا
أنا فقط أخلو من الملائكة التي كنت أحقن قلبكِ بها
لأطمئنك بأن الحياة مكان آمن لنا .
نحن لم نخسر كل شيء
على الأقل يمكننا أن نبتسم في وجه البشر بين حين وآخر
كرجفات منسجمة تنظر في المرايا
وقادرة على اكتشاف السحر الكامن في الخيانات المبررة طبعا
يمكننا أن نسير في الشوارع بذراعين متعانقين
وحداد مكتوم
كأسرة سعيدة تتخلص من أحلامها تلقائيا
عبر مواسير الصرف الصحي
وتستعد لترك ذكرى طيبة
عن الملائكة التي مهما تخلص الأحبة السابقون منها
لا تتعب من حماية الحكمة
وإكمال الجلطة بهدوء .


بيت المرايا

جثتك المهروسة
الملتصقة هناك بالذات
بالتأكيد ليس لنا علاقة بها
نحن القادمون كل مساء من بيوت
لم يكن يجب أن تكون بيوتنا
كي نجلس في مقهى
يشبه بويضة نشطة
وحين يمتليء أحدنا بحكايات التلقيح
الزائدة عن حاجة الأشباح للتناسل
ينهض ليفرغ مثانته
متحاشيا النظر إليك
أيها الصرصار الميت
على حائط المبولة

 

كنت أظنه نائما

لأن الدنيا تتسرب من تحته
كحقنة ( كولاجين ) هائلة
تضمن لشيخ الفضائيات
حماية ابتسامته من التجاعيد
وهو يمضغ الدموع
المنهمرة من الـ
sms



أغنيات الأطفال القديمة لا تفرحني
ولا تجعلني يائسا تماما
هي تؤكد لي أكثر من أي شيء
أنه يعتبر الزمن مجرد تصور ذهني
لا يجب التسرع في التخلص منه
طالما لن يتمكن أحد من الهروب
ولن يفرغ مخزون الطائرات الورقية
المرتقة بأدعية الاستغفار
والذاهبة حتما إلى الجنة



الأشياء التي نصفها بالأحلام
ليست دليلا على يقين ما
كذلك الموسيقى التي تنساب من المقابر الجماعية
لتذكرنا طوال الوقت بأن نباتات الشرفة
لن يكون لضياعها أي خصوصية .
هو منطقي للغاية
لا تقنعه الانفعالات التي لم يجربها بنفسه
لذا لا وجود للحياة والموت
هناك فقط تجربة شيقة
تستحق تكاتف الجميع لإنجاحها



أكثر ما يؤلمني
ـ وأرجو ألا يُفهم من هذا أي سخرية ـ
أنه يعتقد أن حساباتي خاطئة جدا
أو بقدر من التسامح مبالغ فيها
وأستحق لذلك أن يعاديني جسدي بهذا الشكل
فعلا
كان يمكن لجسدي أن يكون بحال أفضل
لو كانت الدنيا تتسرب من تحتي
دون انتظار شيء
كأن أنام مع ( كيت وينسلت ) على الأقل
لو لم ينبت لي جناحان




كنت أظنه نائما
لكنني أعرف الآن أنه ميت
أو مستيقظ فقط
ليقرأ قصائد النثر

للبالغين فقط

رغم الشيخوخة
التي أعطتني شحوبا مقاربا
للون جلدك
ورغم الشعيرات الصغيرة
التي حاول بواسطتها الزمن
أن يخفيني
لا زلت واضحا
على الأقل بالنسبة لك ...
لم أكن مجرد جرح عادي
حفره بغدر طائش
الطرف المدبب لحقيبة مدرسية
معلقة على ظهر تلميذة الابتدائي
أنا النبوءة التي لم يبطلها " الميكروكروم "
والتذكار الذي لم تمحوه ضمادة منزلية
لم أعد الغريب الذي كرهت طفولتك
تطفله المؤلم
ولا العابر الذي لم تصدق شرفتك
خلوده
أصبحت منذ سنوات طويلة جدا
وبالتدريج اللازم للتعايش مع انتهاك ما
صديقا لم تعد في حاجة للنظر إليه
حتى تتأكد من بقائه ...
الذي لم يسأم المشي بكل عكازاتك
وكراسيك المتحركة
ولا مشاركتك الانحناء
تحت المؤخرات الثقيلة ...
المقيم معك على الطرق فائقة السرعة
حيث تنتظر حافلة إلى الرحمة
لا يلتقطها رادار الغيب
ولا يوقفها شرطي مرور السماء ...
مؤرخ " الاشتغالة " الغامض
الذي لم يتعب من التنقل وراءك
طوال الحياة
بين الكواليس المعتمة
وجمع العظام
التي يتركها الجائعون
من روحك
بخبرة كيس قمامة عجوز
طالما طيّره هواء الشوارع
وتكوّم تحت طاولات المقاهي
وطردته البيوت إلى السلالم الخلفية ...
أنا الخط العرضي الصغير
الذي أصبح جزءا من التكوين الطبيعي
لظهر كفك
والذي ربما من حين لآخر
تسمعه يخاطبك بطريقة ما :
" ألم أقل لك ؟! "




دخول النار

هنا
ليس عليك أن تفعل شيئا
أكثر من التوحد مع الثقل
بطريقة مجربة
خاصة لو أثبت الزمن
أنها لم تخطيء أبدا ...
في هذا المكان
والذي لا يصح تشبيهه بمصيدة ملونة
الخفة لا تعني التحرر
بل تمهيد لفقد الكثافة
المشروطة للبقاء
لا تتعب معك أحدا إذن
وساعد رعاة الرسوخ
على الالتصاق بالزجاج الخارجي المصفح
لمصاصي دماءك السريين
حتى لا تبدأ في التلاشي فجأة
ويحتاج إيقاف ضياعك التدريجي
إلى معجزة من الغيب
قد لا تكون جديرا بها .
عموما
ثمة بديهيات ثابتة
أهمها احترام الماضي
ومشاهدة التليفزيون كثيرا
وإحكام الفزع عند سماع الحوادث
وبالضرورة التحسر المتقن على الدنيا
المذيل بتساؤل أنت لا تعنيه حقا
عن المصير الذي سينتهي إليه العالم .
تذكر جيدا
أن الابداع يكمن في الكيفية التي ستفصل بها
بين الألم
والتأكيد على أمانك الشخصي
وامتلاك تفسير لكل شيء
حتى وأنت ترتعش دون سبب واضح
أثناء المشي .
عليك ألا تتورط مطلقا
في لعبة كلمات متقاطعة
موضوعها الثنائيات المقدسة
حيث يزدهر الفخ التقليدي
الذي يكشف عن طبيعة مرضك
أمام الحرّاس الكونيين
للتخوم المتجذرة
والذين سيعتبرونك خائنا
يستحق إن لم يتوقف تاريخه عند هذا الحد
أن تُحذف أجزاء منه .



الروح الفكاهية لآلة النسخ

 

لم يعرف أين يقع الوهم
في الإيمان بأنها ستعطيه الأعذار التي يستحقها
أم في افتراض نقطة معينة من الزمن يمكنه عندها أن يرضى بالتوقف عن مطالبتها بحل المعادلات المستحيلة كي يبرر قسوته
على أي حال
هل يمكنكِ إذابة الحنين دون فقده
كيف تقدرين على طمس الأسئلة الصعبة رغم الأكاذيب ...
كلما حاول أن يخبرها بأن معرفة العالم لا تتحقق لحظة القهر
وإنما أثناء مرورنا عبر المصائد المتوارية داخل الطمأنينة
يتذكر فجأة أنه طوال السنوات الكثيرة التي بينهما
لم يسمعها تغني أبدا
فيجبر صوته على التراجع بامتنان لإمكانيات الاختباء المتاحة في قلبه .
تعيد تحذيره كل يوم :
( لن يكون لهذا الصمت ذكرى)
الخلود إذن مرتبط بتدوير اللغة لمساعدتها على التكاثر داخل أماكن أخرى بعد الفناء
حيث أبطال الماضي لم تعوزهم الحكمة وهم يحنطون معاركهم في هواء الطفولة
معرفة العالم
عنوان رائع لتفجير الدلالات الممكنة عن متسولين تمتص الابتسامات والضحكات دمائهما بينما يتابعان      (Frasier )  وFriends)   (على التوالي قبل النوم .
كانت خائفة
فأمسكت بيده المرتعشة التي كثيرا ما حاول تخيلها دون جلد
الآن يمكنه أن يتذكر طفلة الثانية عشر التي أخطأت في حقه ثلاث مرات :
حينما لم تكن ابنته
حينما تركت ثدييها يكبران هكذا
حينما سكنت أمام زوجين في منتصف الثلاثينات لم يتمكنا من إنجاب أطفال .

داخل البيت
لا تحتاجين لمرآة
أي حائط يصلح لتجميل الوحدة
الدنيا فقط هي التي لن تكون سهلة أبدا
حين تحاولين إدخالها فوتوغرافيا قديمة .
تركت جسدي هناك
كان عليه أن يدعي الحياة أكثر من اللازم حتى لا تحصلين على أفكار خاطئة عن الموت
جسدي .. هناك
تصورت أنك ربما تفهمين من خلاله الرموز التي أستخدمها عادة في الوداع
أنني سأرشدك إلى الطريقة المناسبة لتمرير خبرة العمى
لا يعنيني عدم فهمك للوداع
أو لمقدار العمى الذي يمكنني استيعابه
أريدكِ أن تظلي كما أنتِ دائما
بالقرب من جسدي فحسب .

بعد لحظة أو لحظات داخل حياة أخرى
حيث لا زمن يمر في مكان
ولا مكان يمر فيه زمن
حيث لا يوجد أحد على الإطلاق
سأجلس وحيدا على الكنبة التي اعتدنا الصمت عليها
وستجلس طفلة الثانية عشر على حِجري
بعدما نجحت في تهريب بنوتها وثدييها من أبيها البيولوجي
إلى جار أرمل يضحك قلبه بسعادة حين تسأله بمكر : ( بتحبهم يا بابا ؟)
بينما يعتصر ثدييها الكبيرين ويقبلهما .

بعد لحظة أو لحظات .. لا أعرف
ستجدينني هنا
داخل نفس الحجرة
ربما وسط كتب ولوحات أكثر
ولكن بأنفاس أقل
ربما ستتذكرين اسمي بصعوبة
بينما تتابعين بآخر ما تبقى من بصرك
فيلما عن رجل وامرأة محظوظين بطريقة ما
خاصة حين لا يفكر أي منهما في الحجرات المتباعدة
ولا في مقابر الأسرة
ولا في السينما الغير عادلة أحيانا .

هذا ما يمكن أن تعنيه الكتابة الآن :
ألا يقع وجودي في مكان آخر خارجها
ألا يقع حبي لكِ خارجها بالضرورة
ألا تمنحكِ الكتابة الأمان الذي كنتِ تحلمين به
ألا تحصلين على أي شيء من أي أحد في أي مكان
أن طفلة الثانية عشر تشبهنا كثيرا
أنني لا أريد أن يلمسها أحد غيري
أنكِ تريدين تمشيط شعرها وربطه بفيونكة
أنني أريد أن أنجب منها طفلة تشبهك
أنكِ تريدين الاستمتاع بثدييها الكبيرين
أنني أكره جمالها
أنكِ تتمنين موتها كل لحظة
أنها كي تتمكن من الكتابة عن نفسها عليها أن تقتلنا أولا .

نرى الموتى في الأحلام
أحيانا نشعر بوجودهم في اليقظة
لماذا لا نسمعهم يغنون أيضا ؟
الغناء الذي لم نسمعه أبدا في الدنيا
الغناء الذي تمنيناه دائما منهم
الغناء الذي يخفف قليلا من ثقل العدم
أنا لست ضد الغيب
أريد أن أسمعكِ تغنين فقط .

في ( المنصورة )
شخص ما يجمع ذكريات الناس كي يكتب كتابا عنها
لكن هذا ليس أكثر من غلاف خارجي للحقيقة
هو يتصور أن الكتابة عن تاريخ مدينته
أحد الطقوس الهامة لفهم السماء
أو لاسترداد الطفولة
أو لإيقاف الزمن
ليس هكذا فحسب يضطر لخداع روحه
يتصور أيضا أن الثقة في العالم التي يخبئها حتى عن نفسه كعاهة مخجلة
ستظل سرا
طالما أنه لا يخبر أحدا من الذين يدوّن حكاياتهم
برغبته في الخلود
أو على الأقل في موت مختلف
طالما أنه لا يقول لهم بأن الفرق بين المواء الصاخب والمتلاحق للقطط الصغيرة
والمواء الخفيض والنادر للقطط الكبيرة
هو فرق بين وعي لم يتأكد بعد من عدم استجابة الحياة لاستغاثاته
وبين وعي أنهكته وفرة التأكيدات المتعاقبة .
ليست هناك أي أسرار يا حبيبتي
ذكريات الآخرين التي أدوّنها لا تخلو من حكاية عن رجل وامرأة لا يرى أياً منهما الآخر
وطفلة جميلة تقف مبتسمة في شرفة ما .

 






ممدوح رزق

 كاتب مصري

من مواليد المنصورة في 3 / 1 / 1977
صدر له:
ـ خلق الموتى / رواية ـ سلسلة إبداع الحرية 2012
ـ قبل القيامة بقليل / قصص قصيرة ـ دار عرب للنشر والتوزيع 2011
ـ سوبر ماريو / رواية ـ دار ميتا للنشر والتوزيع 2010
ـ النمو بطريقة طبيعية / مجموعة قصصية مشتركة ـ دار ملامح للنشر 2009
ـ بعد كل إغماءة ناقصة / نصوص ـ دار المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات 2009
ـ السييء في الأمر / نصوص ـ دار أكتب للنشر والتوزيع 2008
ـ ملامح وعرة / ديوان شعر مشترك مع الشاعرين السوري ( عبد الوهاب عزاوي ) ، والعراقي ( صلاح حسن ) ـ اتحاد كتّاب الانترنت العرب 2005
ـ رعشة أصابعه .. روح دعابة لم تكن كافية لتصديق مزحة / نصوص ـ معابر 2004
ـ جسد باتجاه نافذة مغلقة / قصص قصيرة ـ أدب الجماهير 2001
ـ احتقان / قصص قصيرة ـ سلسلة إبداعات ( الهيئة العامة لقصور الثقافة ) 2001
ـ انفلات مصاحب لأشياء بعيدة / قصص قصيرة ـ مطبوعات إقليم شرق الدلتا ( الهيئة العامة لقصور الثقافة ) 1998

دراسات:
ـ إعادة كتابة مصر / مقالات العام الأول من الثورة المصرية ـ جماعة ديوجين البحثية 2012
ـ 25 يناير : التاريخ .. الثورة .. التأويل / دراسات مشتركة ـ جماعة ديوجين البحثية ـ دار عرب للنشر والتوزيع 2011
ـ التجنيد الوهابي / دراسة في آليات السلطة للعقيدة الوهابية ـ مركز حجازنا للدراسات والنشر ـ الدار البيضاء / المغرب ( طبعة أولى 2009 )، ( طبعة ثانية / دار عرب للنشر والتوزيع 2011 )

تحت الطبع :
ـ مكان جيد لسلحفاة محنطة / قصص قصيرة
ـ بعد صراع مع المرض / ديوان شعر
ـ موت النص / دراسات نقدية
ـ صندوق الذكريات / قصص قصيرة للأطفال

 

 

 

 

 

 


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads