نعاس مكسور
فارس خضر
لم
يكن هناك جديد
مجرد عرضٍ ليليّ متكررٍ
يشاهدُه وحده .
كان يحلُ جرابهَ بأنامل مرهفةٍ
تُفتشُ عن نسمةٍ تعبرُها ،
أو شعر امرأةٍ مبلول
لتشربَ رائحتَه ،
لكن يدَه
في كلَّ مرةٍ
تهطلُ منها المعاركُ ،
- أرحموني يا أوغاد
سأنتقم منكم :
فقأَ نظراتٍ وخزتْه
قطعَ ألسنةً رمتْه بكلماتٍ حافيةٍ
وذبحَ عطشاً بحافةِ الكوز
ثم تنهدَ بعمقٍ
ونظرَ للمجزرةِ الهامدة ،
وقبل أن يلقي بالجرابِ بعيداً ،
أطلّتْ منه قصيدةٌ مرجوفةٌ
كعصفورٍ شتائيّ
خنقها بإصبعين .
كانت الملاءةُ تحتفلُ بدماءٍ حارةٍ
،
وكان يهمسُ لنفسه :
-
أنا نائمٌ
أنا أحلمُ الآن .