الرئيسية » » عبّود الجابري فصول من كتاب الموت

عبّود الجابري فصول من كتاب الموت

Written By غير معرف on السبت، 23 فبراير 2013 | فبراير 23, 2013


عبّود الجابري
فصول من كتاب الموت

عبّود الجابري


لست أنا من كتب الرسالة
لكنها نصيحة الميت للحيّ :
اهنأي بموتك جدا
فالعالم شجرة من الأمهات الخائفات
شجرة تسعى بسواد أغصانها
الى بياض موتك ....


*****

ألبياضُ الدائمُ
موتٌ أيضاً
ذلكَ 
ماتقولُهُ الوَرقةُ الفارغةُ للشّاعر ...


*******

حجَرانِ أَيُّها الوَحيد
حجَرانِ متآكلانْ
وأنتَ بكُلِّ بردِك البدائيِّ
تَسْعى لكيْ تُشعِلَ النار
حجرانِ

لانارَ فيهِما
لكنَّكَ تواصلُ القدْحَ
لعلَّ ناراً تشبُّ بينَ يديـْكْ



*******

كلُّهمْ يأتونَ بعدَ أنْ تمضي
النّاسُ.. كارهاً ومحبّاً
الماءُ محمولاً على أكتافٍ مرتعشةٍ
ورقُ الآسِ ذابلاً
حتّى الدمعةُ تصلُ منهكةً بعدَ رحيلك
ليتَكَ تُعيدُ النظرَ بحياتك 
أيُّها الموت ....؟


*******

لاتجرحْ يدَكَ
لتمنحَ الدَّمَ
فرصة َ
أنْ يجودَ عليكَ بالموت


****** 

ما الَّذي يقولُهُ الحبُّ للموتِ
حينَ يلتقيان ؟
هلْ يقولُ له :
كفَّ يدكَ عنِ العاشقين
وإحملْ في سفينِتكَ 

أُمراءَ الموتِ
الَّذين يلبَسونَ أيَّامنا
لتلوينِ لحظاتِهم العابرة...؟


******

        كانَ عليهِمْ
أنْ يُفَتِّشوا عنْ حلمٍ أقلَّ ضراوةً
منْ سكينةِ النَّهرِ
أُولئكَ الغَرقى الَّذينَ يبحثونَ عن البَللِ

مثلَ ساكنٍ جديدٍ
يفتِّشُ في حقائبِهِ
ويغتَم ُّ
كانَ عليهِمْ أنْ يموتوا مبتلِّينَ
فيما تبقَّى في الأرضِ منْ أَنهارْ


******     

لمْ يُطيلوا البَقاءَ
، ترَكوا الدُّخانَ يتطايَرُ
منْ أقداحِ الشّاي
ترَكوا النَّدى لامعاً
في حزْنِ الوردةِ


*******
كنْ كأقصرَ ما تكُونْ
لأَنتصرَ عليكَ
بصبرِ الحائِكِ الثـَّمِلِ
أيُّها الطَّويلُ
المُمِلُّ ..

شكراً للعُقَدِ الَّتي تمْلأُ جسدَك
لتبدو قصيراً ... 
أيُّها العُمر


******
يموتونَ بطريقةٍ غامضةٍ
الأطفالُ في أحضانِ أمهاتهم
الرجال في الطريق إلى بيوتهم
والنساءُ في مكيدةِ الأنتظار
، فنلعن قاتلهم

بطريقةٍ غامضةٍ أيضاً –
ونحبسُ أصواتنا 
حين ينفض الناس من حولنا
ونغدو واضحينَ
، معذرةً ياموتَهم الواضحَ
فنحنُ أشباهُك في الوضوحِ
لم نجدْ أمامنا
سوى هذهِ التُّهمةِ
لننجوَ بها
من خوفِنا الغامضِ
حين قلنا :
إنَّهم يموتونَ بطريقةٍ غامضة

*******
بإنتباهٍ شديدٍ
يُصغي الموتُ الى خطواتِ الوردِ
ذلكَ ما يجعلُني
أدخلُ بيتَكِ حافياً
لعلِّي أموت ُ

*******
أسوةً بقَتْلاكِ
حملْتُ مَوتي
ومضَيْتُ الى الحياةِ
لأُخبرَها
أنَّ موْتي جميلٌ 

حينَ أَسرِقُ منْكِ نَصلاً مؤَجَّلاً
لكنَّني أُسوةً بالذِّئبِ
لنْ أَعودَ الى البيتِ بدمٍ يَقطُرُ
لئَّلا أُدِلُّ النائحاتِ
على قصيدةٍ لم تزلْ نائمة


*******
حينَ أموتُ 
ستقولينَ : فاضتْ روحُه
هلْ عرفتِ أخيراً أنَّ روحي
كانتْ موجةً
أَعلى منْ شواطيءِ الجَّسد...؟

******

حتّى الموتُ 
يصارعُ منْ أجلِ نصيبِه
من الحياةِ 
ذلكَ مايجعلُه 
يفرحُ باصطيادِ أيّامِنا الوادعة 


******

لو كانَ يملِكُ وقتاً
لكيْ يكتُبَ الشّاهدةَ
، لما إكتَفَى بغنائِمِهِ
وتركَ لكُمْ

وظيفةَ أنْ تختَرعُوا
مالمْ يكُنْ في الرّاحِلينَ
منْ صِفاتْ ...


شاعر من العراق يعيش في الأردن
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads