قريتي الصغيرة منير الحربى
قريتي الصغيرة !..
أطفالك المخبئين في جيبك سقطوا من الشق في وحول المدن الكبيرة .. تركوا المرفأ القديم غارق في البحر الغارق .. جذبتهم عنتريات الإضاءة للموت .. سحرتهم الموسيقى الضاجة للفناء .. ابتلعتهم مفاتن أنثى الثراء ..
..
أشباحهم مازالت تتسول عزلة زواياك العتيقة .. لن تتحرر العتمة مادمتِ تحتفظين بين شفتيك النهار !.. فرحيلهم لا يعني أن تعيش جهاتك من بعدهم مختلة بالعجز .. بل تعني بأنكِ البعث !.. بأنكِ الانبثاق الطبيعي للشمس !..
..
لا لسقوطك و سقوطي !.. لا لصوت احتراقك المحموم في إذني !.. لن تتوب الخطيئة حتى لو ولدت توأماً للغفران .. ستظل ذكرياتك عالمي المتوازن على حد شُرفه ..
..
فأنا المسافر الذي من بعد غربة لم يعد بعد !.. أنا الوافد الذي ابتلع حضارات المدائن !.. أنا القروي الممزوج بالتمدن !.. و بعيداً عن التأويل و الحاسة السادسة .. سأستمتع بكِ !!.. لن أكون ملتزم أكثر !.. لم ينتصر التشويه بعد .. و أبداً لن ينتصر ! ..
.....
منـــ ير ..
