تراتيل فكر
أسماء صقر القاسمي
ما فى الجبة غير التوحيد
شذى السحب يتسلل فى فراغات الكون يعطر نسمات الريح الهائمة على أجنحة القدر يعاكس الظل على جدارن المدى .القمر يوراي أحزانه عن المساء فى مسافات الصمت القصية,يترقب أنبثاق ضوء النبوءات الآتية على خيوط الفجر, عصافير المطر تثمل من نبيذ الغيوم ’تراقص الاضواء على طيف قوس قزح ,تنشر أجنحتها للرحيل مُتسربلة بشفق ملائكة , توقظ صحائف الليل المبللة بأنين قطرات الندى لتغني للنور القادم من خلف اطياف المدى , تأبطت شذرات الحياة المحفوظة في ألواح برزخ الفكر , تصلى وتعتكف فى محراب الغيم , تحتسى الحزن وترسم شتات الروح على سطح الأفق البعيد ...البعيد
محبرة البوح تمتطي صهوة النورالمجنح , تخترق فراديس الغيم المضمخة بعطر القداسة , تقتنص الومضة المخبوءة فى قلب البرق دون اكتراث للمطر و تحمل نبوءة الشعر لتشعل حروف الأبجدية في كف يراع الفجر المُلقي عند باب الشفق الحزين تحت سدرة تسابيح الإنتظار, تستقي الماء وتلملم البوح المبعثر فيسجد فى محرابها تهجدا وتسبيحا في ملكوت التوحيد .
في عتمة الصمت ترتجف الروح بين أضلع الشوق والحنين . تتمرد الأسئلة المتوارية خلف غبارات الألم.تقتحم عنوة خلوة سكون الروح فتؤرقها حكايا موشومة بالوجع , تعتلي صهوة الوقت ,تستحضر الماضي المستوطن في أقبية برزخ الذاكرة ..لايبرحها...تسبر أغوارها تلملم بقايا شتاتها المصلوب على أوتار قمر أسند ظهره لريح توحدت مع قطرات مطر غيمة حزن وبقايا تمرد صمت الاسئلة فيتأرجح القلب فى غيم الشكوك..يجرجر خطاه متثاقلا فى دهاليز عتمتها, المتناثرة بين المعاني الخفية لأنشودة القناديل, إشراقات التجلي تتوهج .. تلوح في المدى, ترتشف عشق الوجود من شذى الناي و تباريح الهوى , تسكب عطرأغنية صوفية على صفحات ضمأ السهد, يتردد صداها بين صمت وسكون يلفان عتمة سماء بعيدة الدنو , ....ما فى الجبة غير التوحيد
حقبة أحزاني
آتية من مدن التيه
أتابط حقبة أحزاني
تأخذني تساؤلاتي
الى زمانيه الماضي
ومكانية الحاضر
أعيش عزلة الحواس
يسبح الصمت
في منابر صلاتي
أهيم فى فضاءات لا منتميه
أشاكس ظل السحاب
وارسم هلوساتي
على صفحات المطر
فى صومعة ذاتي
كاهن معبد
يدون غربة روحي
بحروف قدسية
يقرأ ذاكرتي الموشومة على
جدران أوردتي وشراييني
يطهر روحي من جحيم الجسد
لتخترق حواجز الضوء
وتلج في سمو التجلي
لم يبق في الجبة الا التوحيد
