الرئيسية » » راسم المدهون منامات شعرية

راسم المدهون منامات شعرية

Written By غير معرف on السبت، 23 فبراير 2013 | فبراير 23, 2013



منامات شعرية

راسم المدهون




1ارتباك


طوبى لكلام لا يسيل من فمك

وأراه يمشي في بالك مرتبكا

وحائرا

ويجول رنينه في دمي ..

هل تربكك الموسيقى سيدتي ؟

أنا رأيت الموسيقى

كانت تسيل من خصرك الوثنيّ

فتربكني

وأردّد

طوبى لخصرك

أنسى الموسيقى

فالموسيقى تمشي قليلا

ويطلقها خصرك في الضوضاء

فتسكت ضوضاء الكون

ونظلُ وحيدين

أنا في وقفة الدهشة

وأنت في ارتباك خصرك ،

مجنون

وتسيل الموسيقى منه

ولكنه في ارتباكه

يوقعني في ارتباك .

ارتباك (2)

حين ملت في اتجاهها لم أجدها

ثمة ريح خفيفة

تركتها تجول في الغرفة

مرَت في ممرَات روحي

وانسلت عائدة لارتباكها..

هل قالت شيئا للريح

ولم أفهمه تماما ؟

أنا سمعتها توشوش الريح

تقول ابتعد

أن تربكني

ولكنني حين ملت في اتجاهها لم أجدها

رأيت فاكهة شتوية تنبت في الصيف

ومرايا تضيء العتمة

ونهارات لا تنتهي ساعاتها

فارتبكت

هل غارت مني حين اعترفت بأني ارتبكت؟

سمعتها توشوش الريح

تقول يرعبني

رجل يتجوَل في حدائق روحي هكذا

دون إذن

ويرعبني

وأنا كنت أسمع وشوشاتها للريح

وأغرق في فواكه عينيها

وأردّد :

امرأة مرتبكة

وأنا رجل مرتبك

من سيأتي الآن كي يأخذنا

إلى لحظة النعاس

حاسرين من الارتباك ؟

صورة

ثمة نصف قمر

غامض

يتسربل بغيوم عينيك

وعينيَ

نقترب إلى فضاء الصورة

فيغيب

نتطامن مع غيابه

فيطلُ بحذر

نصف قمر

ألمحه هاربا

خجولا

ومرتبكا

أنت في لحظة الارتباك ؟

أم عين الكاميرا

تتواطأ مع ارتعاش يديك

وتلقي ظلالا عليَ ؟

أنا آخر الحيرة

لحظة انكشافها النهائي

حين أنت شجيرة عنب

تتدلَى من أغصانها العناقيد

ويقطر من حبَاتها النبيذ

والشعر

وأنت المساء الذي يربكه السهر

فيلوذ بفوضى العناقيد

والنبيذ

وفوضى فمي ..

الآن نصف قمر

يمرُ بطيئا

يلوّح بيد عارية من ضيائها

فنلقي عليه التحية

نلقي قميصا يشبه قمرا

أو فلأقل نصف قمر

ستجتمع الظلال والضوء

يهوي نصف القمر

على نصف القمر

أتراني

قلت حكايتنا

أم أنني نسيت سطرا هنا

أو كلمة هناك ؟

كونشيرتو

أنا حدَقت في حيرتك

تشبه الصمت مرَة

ومرَة تخرج عن صمتها

تأخذ شكل موسيقى همجية

حدَقت

أية موسيقى تلك ؟

لا تشبه نايات الغجر

ولا الساكسفون

لا

ولا أسمع نعاس الكمنجات

لكنها موسيقى

نغم يتأرجح بين عينيك

وأغصان الأشجار

تهبُ الرّيح

فتقلق البلابل

والعصافير الصغيرة

وتميل إلى جهة الموسيقى

وأصدّق

أنظر في اتجاهك

لا شيء

صامتة أنت

تعدّين حيرتك على أصابعك العشرة

قلت : عالية أسواري

قلت بلى

قلت أنا عشتار

ولم تكملي

فتخيَلت سيدة في ثياب الفانتازيا

تقف على نجمة بعيدة

وترى إلى الأرض

غامضة

أو نصف غامضة

واضحة

أو نصف واضحة

ولكنها حين أحدّق فيها

أرى أسراب الحيرة

تهبط من أصابعها العشرة

وتسقط في أصابعي العشرة

قولي نصف كلمة

وسأكملها

فأنا تعلَمت أن الفراغ الهابط من فمك

رنين

نغم

نصف غامض

نصف واضح

لكنه في الحالات كلّها

يشبه البرق

تحتَجين

تقولين بل البرق يشبهه

وأوافق

هل الموسيقى رائحة ؟

أسأل

فتهزّين بعينيك الساهمتين الأغصان

وتهتزُ بلابل

وعصافير صغيرة

تتساقط من مناقيرها حبَات القمح

ترفع رؤوسها

هل كانت تسأل

من هزَ الأشجار ؟

صامتة أنت

تعدّين الحيرة على أصابعك العشرة

تعرفين أننا كلَنا

الأشجار

العصافير الصغيرة

والبلابل

موسيقى الغجر

ونايات القصب

كلُنا

نصطف هنا

لنقول لسيدة الأرض

عمت صباحا .






راسم المدهون

شاعر من فلسطين


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads