كَوَمْضَةِ بَرْقٍ
بقلم / رضا ياسين
سوفَ أَمْضِى
فوق هذى الأرضِ
كَوَمْضَةِ بَرْقٍ
فى الفضاء الفسيح
**********************
مَرتْ خُطَاكِ فوق سطحِ الرُوحِ
فارْتَفعتْ مواويلُ الدراويشِ
بالهذيان
مَرّتْ جنازاتٌ فقالوا : عاشِقُوها
فاحْفَظِى أسماءَهُمْ
واحداً... واحداً
أنا العاشقُ المُسْتَبِدُّ
وأنا السيدُ المُرْتَعِدُ
والعَبْدُ الشَرِيدُ
أنا إرتدادُ السهامِ
نحو النُحُورْ
وأنا الغريبُ
على كَتِفَىَّ أحملُ زادِى
وزادىَ مِلْح وغَيْمٌ
وخُبزٌ من الصّبَارِ
ما عُدْتُ أخجلُ من تباريحِى
أو بكائى
ما عُدتُ أخجلُ منكِ
إنى أُعيدُ الرُّوحَ للُّروحِ
وأطردُ الغرباءَ مِنْ جَسدِى
ومِنْ رُوحِى
وأَفُتَتِحُ القصيدةَ ... بالصلاة
*********************
خرجتْ ملائكةٌ صِغَارٌ
مِنْ دُخَانِ القاطراتْ
فرسمتُ وجهَ العابرين
خلفَ شُباكِ التمنى
ورأيتُنِى مُنتظراً
شاهدتُ وجهكِ الملكىَّ
مُرتبكاً
بين ظلَّين ... ونِيلَيْنِ
لاَتخافى
لاَ تخافى
لمْ تقولى للجنود العابرين:
ودِّعُوا أحْبَابَكُمْ
واتركوا دفءَ البيوتِ .... للبيوتْ
هَمْسَ الأمهاتِ فى عين الغروبْ
شَغَبَ الصحابِ ، والعيونَ العاشقاتِ
وأغنياتِ ( السّتْ ) فى الليل الطويلْ
لمْ تَقُولِى
لمْ تقولِى ... لِى :
وَدِّع صَغِيرَكَ
قَبِّلْهُ فوقَ الوَجْنتينْ
قُبْلةً أوْ قُبْلَتَينْ
وامسحْ عَلىَ خَدِّ المَلاَكْ
أَعْطِهِ المصروفَ والحلوى
خَبِّئْ فى ( كراريس ) الطفولةِ
حُلْمَ أُمِّهْ
وقُلْ لَهُ : كُنْ رَجُلاً
كُنْ رجلاً
كى تحمى ... أباكْ
فَهلْ نَسِيتِ أنْ تقولى :
لاَ تَنْتظِرْهُ فى المساءْ
*********************
طِيبىِ مَساءاً
طِيبىِ مَساءاً
يا بلادَ الموتِ ... والشهداءِ
والنيل الجريحْ !!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
