الشتاء

Written By غير معرف on الاثنين، 25 فبراير 2013 | فبراير 25, 2013



الشتاء

أسعد الجبوري

الشتاءُ مقبلٌ عبر منخفضات العقل.
ونحن بين طبقات أرواحنا محملين بالقرفصة
بالقطن بقصب السكر بالكآبة.
كأننا نشحن بالطاقةِ رؤوساً ليست لنا،
جامعين قطعَ غيار العقلِ من فهارس الشتات.
بردٌ ينفجرُ  في الركب . ويتسربُ إلى كهوف الحواس.
كم كنا اليوم زمناً.
وكم كنا في مباني لحومنا بلا نساء.
الستائرُ المُنكسةُ تلك . نحن. ونراقبُ هطولَ الثلج على مدافعنا المنشورة  ما بين بخار  الله والكتب المعتقة  الخمور.
لم نكن بصدد النار.
فقد جلسنا بمواجهة التخوت المرقطة بأنفاس الموسلين،
نرتقُ صور السكس في الظلمة.
ومتفتحين كالمحار في مجرى سيغموند فرويد .
ألمْ تقص علينا جداتُنا الكثيرَ من زمهرير التراث، بعدما انزلقت ليلى في معدة الذئب على وقع اللعاب هناك.
والجناةُ..  ألمْ يخطفونا كأكياس لتمتلئ بنا الخرافاتُ ؟
لكن..  ما الذي يفعلهُ فرويد بسقراط ، غير أن يرسل له كلبه السيكولوجي ليُشرعَ بالتنقيب عن برك الضجيج المالحة في أفلاكه العميقة .
ثم ماذا غير تلك الحوادث. غير تلك الحرائق وهي تمحو الخطوط الحمر عن الشفاه. فيما تمضي الثيابُ احتفالاتها بعيداً عن شحوم الحبّ .
الآن .. لا بدّ من تذكر  الزاوية العميقة من المدفأة ،
نحن بصدد الحديد المشوي.
حيث يتركُ السكران الجعةَ للانضمام إلى بريسترويكا الفودكا مع الأطباق التي عادة ما تلتجئ إليها آلهةُ علم الجمال.
بخارُ الثلج .. هو الآخر يتصاعدُ من مترو  الأجساد في الخارج،
وأصباغُ الذكريات تسيلُ ممزوجة بالفحم على طاولة التاريخ.
أليس الشتاءُ خياطَ ثياب الأفاعي .. وعلى مدار كهوفهِ تتجمدُ الثعابينُ تَجمُلاً ليوم الزفافِ في السموم.
ربما . فالشتاء وحيدُ التلفزيون. ينطحُ في نجوم الأفلام ويرمي إلى النار قشور العزلة بلا رأفة.
هو أيضا الأب الشرعي للبويضات ، حينما يقشّرن قامة الانتحاري القادم كملقط النار ، ويذبن معه على مشارف المنابع الرطبة.
الشتاءُ برميلُ النبيذ الأعظم  للإبتلاعات الكبرى .
معه.. سنبقى بمفردنا الجمعي ،نحصي الكراسي في عيادات الآلهة. والأمطار بغير ذاكرة الجيوش. كما نريد.



س/أخبرَها: كثيراً ما مررتِ ببصرهِ الأبيض يا امرأة.
ج/لا تسمع إليه . فهو سيقولُ أيضا رأى أرضي بجمالها الأعمى !
س/لكن حكمته كانت في المطر واللمس والكتابة والعراء.
ج /أدركُ ذلك. وربما بالصعود مشياً في ممرات اللحوم.
س/ لا . لم يبق من شهوته المرقطة سوى العظام الشاحبة.
ج/هكذا طقوس الشغوفين ..عندما تضيقُ بهم رغباتهم .ويتشتتون في البرّ الإلهي بعيداً عن معاجم الإناث .
س/لم يقضِ عليه البردُ ، لم يقفل على دمهِ. وما زال رادارهُ يترصدُ الرياحَ دون غمد  .
ج/وأعرفهُ أيضاُ .. بئراً في ساعةٍ.
س/ لا . بل صورة توشكُ بولادات.


من الجسد الطويلِ ، الشهواتُ الطويلةُ. وما بينهما مشرحةُ الأمطار والنيران والروايات .وقال لي صاحبي في الوراثة: قد يصبح الورق ميكرفون الرعد بعد مرور العاصفة . وكل امرأة لا يمسسها برقٌ ،تكون طيناً سلفياً ،لفخار التوحش في التخوت المليئة بالمستحاثّات . الربّ يعلمُ كم من المرافئ في فم الغريق ، وهو من سيثبطُ نمور الكلمات الهائجة ، كي تخلدَ الجنةُ في الحاوية التقريبية للروح.نحن أكاليلُ شعراء، يتأرجحون بسجونهم تارةً .. وليومٍ آخر في زهرة الأوكسجين ، لا تتلوث صفاتهم بحطب الكؤوس. هم أيضاً هناك مع بقايانا العُزل.. يهدمون تماثيلَ الجسدِ . تهيئةً للصيد في الآبار السحيقة ، حيث تطفو الأعيرةُ النارية فوق المخيلة دون تهميش لفتنةٍ أو سحقٍ لصور الملائكة . هل سنقفُ لمحاكاة اللغة. هل مدفأةٌ واحدةٌ تكفي ، لاستخراج الحليب من سرير الفاتنة. الآن الاعتقاد بأنفلونزا الفصول، شهواتٌ بلا حدود. عيدانُ الكبريت متوترة. الظلام غير برئ. وكل الكؤوس 
غارقة بدم الأوبرا. 


القصيدة من ديوان
على وشك الأسبرين


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads