الرئيسية » » في السؤال ومائه

في السؤال ومائه

Written By غير معرف on الاثنين، 25 فبراير 2013 | فبراير 25, 2013


في السؤال ومائه 


فيصل العجيلي 

لماذا حُسن المسافة يزداد مادامت في مرمى القلب ؟
لماذا لم ينسَ الطريق مقاس خطوتها ؟
لماذا تزداد هشاشة اللوز لذةً كلما قبّلتها ؟
لماذا أبدا نبع النهر ظامئ ؟
لماذا تصقل المسافة أجنحة النسر وتبتر أقدامي ؟
كيف تختبئ من حلم ؟
كيف يحف بها البجع ولا بحيرة حولها ؟
كيف تغدو حجم النفايات صفراً في المدن التي تكون فيها ؟
إلى أي مذهب جمالي ينتمي المطر الذي رتب شفتيها على هيئة سعف النخيل ؟
كيف تغسل قدميها في السيل وصدرها مرّصع بالبيوت ؟
لماذا يتقبل الله دعاء كل من يرفع قدميها إلى السماء ؟
لماذا تبدو مدهشة وهي لم تغسل عن وجهها النوم ؟!
لماذا يتوّقف القلب أمامها ولا أموت ؟
لماذا يشبه مطلع القصيدة مشيتها ؟
لماذا تمطر السحابة إذا عطستْ ؟
لماذا يهرب الكلام حين توّد الحديث عنها ؟
(( لماذا ترتاب في الزائرين ؟
لماذا تضع خطوة في الداخل وفي الخارج خطوة ؟
خطوة تحت الأرض وفوق الأرض خطوة  ؟
خطوة في الصحو وفي النوم والحلم خطوة ؟
هل ثمة هوة بينها وبين نفسها ؟
هل تعيش البداية أم النهاية ؟ النضج أم الارتخاء ؟
لماذا لا تفرك شعرها للشمس ؟
لماذا تبدو كلؤلؤة قديمة ؟
لماذا تمر بسرعة نحو القبو ؟
هل تقضم التاريخ حقا ؟
لماذا لا تطبع قبلتها إلا خلف السراب ؟
لماذا كلما وقف أمامها أحد هرولت إلى تعويذة أو عباءة ؟
لماذا ينحبس الوقت في عروقها أحيانا ؟
لماذا لا تتوهج بالصدأ رغم قدامتها ؟
لماذا لا تخرج كلها إلى الحقل ؟
لماذا شباكها معقدة رغم أنها لا تعرف البحر ؟
لماذا لا يتسع جسدها لكل الليالي ؟
لماذا تشير بيدها وتختفي سريعا ؟
لماذا ترى القلم الأحمر فوق الطاولة ولا تتناوله ؟
كيف تخرج من الليل بيضاء كالصبح ؟
هل مفتاحها العطر أو الليل ؟
هل مفتاحها النور أو الدعاء ؟
كيف تنسجم مفاصلها كالبدور ؟
لماذا يحس المرء أنه لن ينجو منها ؟
من أين تبدأ يداها ؟
كيف يخلع الناس أحذيتهم فيها ولا يقلقون على أقدامهم ؟
كيف تخوض صراعاتها هادئة كمن يبيع الحليب ؟
كيف يخفف عنها الأولياء الوجع ؟
كيف تقود كراماتها الروح إلى السعادة ؟
هل تلوي مناراتها الأفق ؟
هل يتآمر فيها الشجر على ثمره ؟
هل يذكرها الذهب ؟
كيف تتورد فيها العيون مولدا وصلاة ؟
كيف تبدو موصدة وتنفتح على السماء ؟
لماذا تترك حناجرها للديباجة أكثر من المتن ؟
لماذا تحتفي بالمشردين والمعتوهين ؟
كيف يكاشفها المؤمنون ؟
كيف ينام فيها الصالحون قدر تسبيحة واحدة ؟
كيف تتكدس تحت ظفرها الجبال وتخدشها ؟
كيف تطير حتى لا يبقى فيها شيء يسير على قدمين ؟
لماذا تحرق أجنحتها إذا انحرف الأفق ؟
كيف تبدو شوارعها رمادية وتحلم بالجنة ؟
كيف يتوالى فيها الدعاء ولا ينمو القمح ؟
لماذا يغافل فيها الطير خطواته هيبة منها ؟
كيف أبدع الفقهاء خوذتها ؟ كيف طارت الخوذة ؟
كيف تكتب أسماءها على موجدة واحدة ؟
كيف يصل إليها نبأ البرزخ ؟
كيف تصنع سيوفها من العطر ؟
كيف تشق الصخر بكلمة ؟
كيف تجف أقمارها إذا أرسلت ضوءا غريبا ؟
كيف يبتهج النور في فمها ؟
كيف ترحل بهمس نحو مواعيد ساخنة ؟
كيف تغرز شفتيها كالعسل ؟
كيف تعشب في الأسرار ؟
كيف تعشب فيها الأسرار ؟ كيف .. ؟ ولماذا .. ؟ ))
لمن الحروف الواجفات على باب التحية ؟
والماء إذ أوقفني على خطوتك
والعشب الذي يُكبّدني حمله
تسعة أعصر
وفطامه في عصرين
لمن الطيوف العائمات في مسام البرق؟
والورد يلقطني من تلقاء كاظمة .. بخور
والتفاعيل التي غمست بحورها في نشيدي
والصرف الحجازي في كتاب العين
ورائحة الصيام .
لمن اخضرار الشفةِ السفلى ورجرجة السكون؟
والهدب الحالم بعلامات الترنيم
والسؤال الذي يحفر ضحكته في السؤال
لمن عيناكَ
وملء قهوتها موبقات الذهول
لمن فمها
والصدى والغٌ في الهديل .


* ملاحظة :
الأسئلة المنصصة داخل النص لأستاذي الأجل الدكتور عبدالقادر باعيسى الذي أثلج صدري بفتنة السؤال وأوغل بي في تخومه الساحرة منذ كانت نعومتي بلا أظافر
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads