جاءَتْ سُعَاد
كلما جاءت امرأةٌ أيقظت فيَّ حلمي ، أرَتْني الحقيقةَ أقربَ منِّي إلى لغتي وأرَتْني السماءَ رتاجًا ، وحلَّت غدائرَها وأعادت إليَّ قميصي لتُحيي به ما يموتُ ، وتبعثُ في داخلي قمرًا وضياءً على هَدْيِه سار قلبي ..
كلما جاءت امرأةٌ وقفَتْ باتجاه صباحي وقايضت النور بالكلمات ، رمَتْ عن فؤاديَ بُرْدَتَه وأشارت إلى جنةٍ في رُبَا زهرها ، ودعتني إلى نهرها فشربتُ وعُدْتُ .. وما عدتُ .. أو عادَ دَرْبي.
كلما جاءت امرأةٌ جاء يتبعها الشعرُ ، وانفتحت كالكتابِ على عالمٍ من خيالِ المحبِّين ، دنيا من الحُسْن ، والنورُ يبعثُ بين الصباح وبين المساء رسائلَ شوقٍ تُفَتِّحُها كلماتيَ في كل قلبٍ محبِ .
كلما جاءت امرأةٌ ناح طيرٌ السماءِ على طَلَلي ، وبكى حَيْرتي وبكاني ثم بكى بين قلبي وروحي وعقلي وروحي وروحي وروحي ، وحطَّ وحيدًا بقُرْبي .
كلما جاءت امرأةٌ باعني إخوتي ، وانتظرتُ كيوسفَ في الجبِّ علَّ زليخا تمرُّ بمائي وعلَّ ضيائي يمرُّ بماء زليخا ؛ فيحملُها صوب بحرٍ من النور عذبِ .
كلما جاءت امرأةٌ وضعتني على سلَّمٍ في هواءِ هواها وقالت ليَ اصعَدْ إلى ناي حُلْمك فيَّ ، أنا نغمٌ في الثقوب ستطلقُه إن نفختَ به انفُخْ ليأتيك وحيُ الجمالِ على رَجْع لحني وغنِّ جمالي وحالي وأشواقَ حبِّي .
كلما جاءت امرأةٌ غبتُ في لَحْظها وتحيَّرتُ في لغةِ العينِ ما العينُ؟ تلك التي تأسرُ الروحَ في طيِّ نَظْرتِها وتميتُ وتَسْبي .
كلما جاءت امرأةٌ خِلْتُ أني أعودُ إلى قمري وسمائي وأسهرُ في صُحْبةِ الليل حتى يجيءَ الصباحُ شبيهًا بها فأراها بهِ وأراهُ بها وأبوءُ بفتنتها وأبوءُ بذنبي .