الرئيسية » , » مجاز أنا... | علاء زريفة

مجاز أنا... | علاء زريفة

Written By Gpp on الأحد، 15 أبريل 2018 | أبريل 15, 2018

لوحة للفنان العراقي محمد مهر الدين

شكرا للعتمة أسفل الشرفة..
هواء فاسد
نصف نافذة تمرن اللحظة
على عادة التوجس
أتربص بظلي لئلا أتوه عني
ابتسامة عابر
وجه مضاء بالزيت
سخرية، قهقهة أنياب
دم يجري
انطباع اللون في الجسد
وتر من سعال وصفير
هل كان ذاك أنا؟
خمس وريقات من البنفسج
أنفخ في كفي
يتهدم إيقاع المكان
على رأس من سيهوي السقف؟
أرتدي معطفي
أغرس ضرسا في فم الجدار
فراشة ليلية
تختبئ في جيبي
تسحب يدها من شعري...
تضمني
من أوحى لك بالقيامة
وأنا لم أقتلك بعد...!
ضالتي أنا..
وجدت ضالتي
وأضعتها
ضحك المذكر وأجهش
لا سبيل إلى تلك الراهبة
أطرق المؤنث جفنا
صار مرآتي
حررني من تعويذة الدمع على الرخام
أنطق المخاطب وعيه
تدثر بالصمت
لا لغو في مديح الحرف أنثاه
قيدني برائحة البخور على أصابعك
حك خصري..
سيلا في عروق السنديان
لفظ الغائب.. كلامه
طميا على ستارة الهواء
قال:
خان اللا شيء ساكنه
ماذا أفعل أمامي؟
هباء ينقح هباء
أحضر كلا ومفردا
فراغ يمتلئ بإكسير معناي
أتلاشى لغة
الشيطان حارسي
شكرا لنفسي..
التي لم تتعب كونها.. أنا
داخل الشرفة..
ترمي الأصيل ضفيرتها
أتحسس النغم..
من ثقب ضئيل
أطعم أشيائي فم الغراب
ورقة لأكتب على لسان الآخرين
أسميه غيبا
قصدي المتكلم حين أغيب
حجر لأخدش لون الماء
عين حورية لا تتكلم لغتي
أسميها..
أركيولوجيا تكثف حضوري
إيروسية عري
حين يرقص الغريب.. زفرة الحب
داخل الشرفة، داخلي
أخترق جدارا
أستدير خاتما
أعلب أسمائي
أغلفها بصوت الواحد
هجير السلالة
أصير ببغاء غيري
هاربٌ.. لا وضوح يستقرأ ملامحي
البعيدة، البعيدة
قاتل، قتلاي فيا
لا قناع يستر وجه المجرم
أو جرح الضحية
راقص بلا قدمين
تهوي الركبة على الركبة
برهة حول الموقد..
ستغني آناي
يفتح جبرائيل ناموسه..
دع الكتاب..
مزمار الحي لو أطرب
تناول الكأس..
ناقوس السماء لو أضاء
هات الغواية..
كلام النهار لو محى مباحا
حين سكتت
ندائي في عرجون صومعتي
جهرت باسمها
مات صوتي
آلهتي
اختزلتني ذكرا
فكنت ضدك وأنت
فلعنت المدينة بدعة الآب في تشكيل الابن
الطبيعة..
خالقة الصورة والمعنى
تكوين الشجرة/ الأصل
لفظ النهر/ الفرع
دوران نجم حول النجم
نفسي..
التي لم تتعب كونها أنا
أنادي..
يا هاجسي
فمك التراب
لو أطعمت الجياع
لتشهوا دمك
يا نرجسي..
يدك الشراع
على اللوح المعتق سطرت نشيدك
لو قرأوك..
لجعلوك قربانا على الورق
يا سيدي..
لو كنت سواك..
لعرفوك...
لسقطت من مجاز الأسطورة
إلى كنه ما همُ
كمالا ببداهة المركب.. جناسا
لو تغيرت، تحورت، تشكلت
لو أسرى فيك براق..
كلمك تضمين وحي
لو لبستني..
لصرت معلقة
سورة يبلغها من وهبت
صولجان الهداية
ومشيت كعقرب الوقت
روياً..
تحريك تسكين في لج قافية
واندثرت
خيطا دون أثر
أتمزق..
يا هاجسي
يا آناي وفجيعتي
يا نفسي..
التي لم تتعب كونها أنا
من رأى العتمة الناقصة؟
حفر الخيل طريق الحرير
هواية الشبق في توكيد نزعته
وإن قتلت الآمة تحت الوضع
من نحى الوجهة؟
ريح صفراء تغزو العرق..
تفتك بالبنين
تترك للعيون بياضا
لا يواليه صبر
لا يوافيه فقد
من يكملني..؟
فردوسي لا أعلى، لا أدنى
جحيمي ما عرفت..
حين نزعت عن بصري
قشرته
شاهدت ما أنزلت جثثا
أكلت رغيف خلودها ساعة
وجاعت للأبد
أنا..
نفسي المريضة بي
تعودني..
وزعتني، ابتعلت حواشيها سرها
مكنون معجزها
فلا كانت... ولا كنت
نفسي..
التي لم تتعب كونها.. أنا.



*شاعر من سورية


المصدر : ضفة ثالثة 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads