الرئيسية » » مقاطع رابعة من ديوان فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا | هشام محمود

مقاطع رابعة من ديوان فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا | هشام محمود

Written By Gpp on الأحد، 4 مارس 2018 | مارس 04, 2018


فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
ستلعب الاغتيالات السياسية..
دورا كبيرا..
في تعميق مفهوم
(تداول السلطة)

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيكون لزاما على الجلادين..
أن يحملوا شهادات..
تثبت خلوهم..
من الأمراض السرية؛
حتى يطمئن إليهم..
جلادوهم.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيسير الناس..
على رؤوسهم،
ويركلون الخطايا..
في الطرقات.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيولد أطفال..
بلا مستقبل.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيطول النخيل كثيرا،
حتى يلامس نجوما..
تتمشى على الرصيف.
وستسقط الرؤوس من المشانق..
كحبات الفاكهة.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيأخذ (ماركس)
الدرجات النهائية..
في مادة الدين،
دون أن يعد هذا ابتزازا للآلهة..
حتى لا تسقط أفكاره..
مرة ثانية.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيصبح الأشرار على خير،
وينامون..
في انتظار الفاجعة.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
لن تكون هناك ضرورة..
للضرورة.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
ستبدو النساء بلا ملامح
تمامًا
كزجاجة مياه غازية،
فقط.....
فتحة ضيقة،
وقعر بارد.
وسيبدو الرجال أنيقين..
كأنابيب بلاستيكية.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
لن أكون في حاجة..
لكل هذا الحزن،
عندما أفقد جميع أحبائي.
فسوف يكونون..
قد فقدوني.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
ستهرب (لارا)..
من وحشة الغياب،
بعد أن تترك شعرها المعقود..
كأذني قطة..
لهواء..
لم يعد يصلح لشيء.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيأخذ الضوء أبعادا جديدة،
بحيث لن نحتاج إلى عيون.
وستكون العيون ضيقة،
بما يكفي فقط..
لتمرير لقطات متتابعة..
للحزن.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيكبر الحزن كثيرا،
وستقسو عليه الشيخوخة،
بحيث يموت..
لأتفه الأسباب.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
لن تكون هناك..
أسباب واضحة لشيء،
ولن تؤدي الأسباب..
إلى أية نتائج.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
ستسقط الشمس..
في فنجان قهوة بارد.
وسوف تصحو برودته..
من جديد.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
ستبدو السعادة،
والدهشة،
والحب،
والتأمل،
والحزن..
مفاهيم غامضة.
وستبدو المفاهيم الغامضة..
شديدة الوضوح.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
ستضاجع الطرق المارين بها،
وستلد إشارات المرور..
عربات إسعاف صغيرة.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
لن يشم الأزواج..
عيون زوجاتهم. 
ولن ترى الزوجات..
ما فوق سرة أزواجهن.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
لن تنزف جروح الناس..
دماء.
ستنزف بنزينا.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
ستكون هناك طائرات..
كالغواصات،
وغواصات..
كالطائرات،
وسوف يكون هناك بشر..
كالسحالي.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
ستكون هناك طرق رأسية:
من الأرض
للسماء،
وأخرى
من الأرض
لباطن الأرض.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
لن تتغير ملامح الناس كثيرا..
بعد الموت.          

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
لن تكون هناك..
حياة مجانية،
ولا..
موت مجاني.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
لن نحتاج..                     
لأن ندخل في تجارب..
مع الموت؛
لأنه..
لن يشبه موت موتا،
ولن يختلف موت..
عن موت..

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيكون في إمكاننا..
أن نقول: لا
في وجه جلادينا،
دون أن نخشى..
أن ينزعوا عنا أكفاننا.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيعلق الناس خطاياهم..
في أعناقهم.
وستقف طيور الله..
في أول المسرح
تُوقع لحنها القديم.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سينثر القلب دموعه..
في عيني (لارا)
وستبدوان كبقايا نجمتين..
تبحثان عن أفق..
يخصهما.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
لن تكون هناك ضرورة..
لأفعال الماضي،
ولا المضارع.
وسوف يستعيض الناس..
عن ذكرياتهم..
بالمهدئات،
وأقراص النوم.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيحيى الناس..
بلا أسباب،
ويموتون..
بلا أسباب.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيحيى الناس كثيرا..
قبل أن يولدوا،
ويموتون كثيرا..
قبل أن يموتوا.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
سيجهل الناس..
فنون الجنس،
وسوف تتشابه النساء..
ونباتات الصبار.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
ستتبادل أعضاؤنا أدوارها
بحيث نرى..
بأصابع أقدامنا،
ويصبح القلب خزانة..
لأشيائنا التافهة،
وسوف نفكر..
بأعضائنا الجنسية.

فِي المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ جِدًّا
ستشهق الكمنجات،
بحيث تضم رئاتها..
كثيرا من الهواء
الهواء
الذي تراكم..
منذ مستقبلين بعيدين.
هواء الماضي.

في المستقبل البعيد جدًّا
لن يكون الماضي..
قد..
بدأ..
بعد.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads