الرئيسية » » الشَّفِيرُ | د. مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة

الشَّفِيرُ | د. مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة

Written By Gpp on الأحد، 7 يناير 2018 | يناير 07, 2018



الشَّفِيرُ
-------
د. مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة



قَذًى فِي انْكِسَارِ الرُّؤْيَةِ،
وَمَصَابِيحِي غَيْرُ مُنْتَبِهَةٍ لِزَوَالِ الانْعِكَاسِ..
أَغْتَنِمُ بُحَّةَ الصَّلْصَالِ (عَنْ عَمْدٍ) فِي الْعَتْمَةِ الْقَادِمَةِ؛
فَلَا شَيْءَ أَدَّارَكُهُ بِالْبَيَاتِ المُبَكِّرِ،
وَلَا أَيَّةِ مَمْلَكَةٍ أَتَشَهَّاهَا فِي انْحِسَارِ الْغِطَاءِ اللَّامِعِ-
عَنْ نَظْرَةٍ مِنْ عَمَاءٍ..
كَأَنَّنِي إِلَى غَايَةٍ أُخْرَى؛
أُصَوِّبُ مَفَاتِيحِي وَهْنًا
عَلَى
وَهْنٍ،
نَحْوَ مَغَالِيقَ خَالِيَةٍ مِنْ أُكَرِهَا
لِأَرَى بِلَمْحَةِ ذَوَبَانِ مِلْحٍ؛
مَا لَا أَرَاهُ فِي الْفَرَاغِ المُتَجَمِّدِ مُنْذُ أَلْفِيَّةٍ-
حُصِّنَتْ فِي الْكُتُبْ.
*
رَوْحَةٌ أَكَادُ أَتَفَادَاهَا
لَوْلَا عِنَاقُ رَمَادِ الْأَسَفِ؛
تِلْكَ جَمْرَتُهُم الَّتِي لَعَقْتُهَا مِنْ خَاصِرَتِي
اتَّسَعَتْ أَرْبَاحُهَا دَمًا يَتَلَأْلأُ قُرْبَ خَسَارَتِي الظِّلِّ..
أَيَّتُهَا الرَّوَائِحُ الْكَائِنَةُ عَلَى سُفُوحِ الرُّوحِ:
أَيَّةُ فَاكِهَةِ شَمْسٍ تُبْرِقِينَ لِي
كَيْ تُثِيري مَتَاعِبَ الْحَوَاسِّ مِنْ بَعِيدٍ؟
*
لَهُمُ، الْآنَ، أُمْسِيَةٌ مَخْرُوزَةٌ
بِالصَّقِيعِ
يَصْعُبُ اتِّقَاؤُهَا،
وَأَنَا عَلَى شَفِيرِ الزَّبَدِ؛
أَتَوَازَنُ مَعَ خَوَاصِّ الْبَدَنِ رَغْمَ شُحُوبِ الْوُقُوفِ.
*
بِرْكَةٌ مِنْ دَمَارٍ
عَلَى
ضِفَافِهَا
يَجْلِسُ وَحْشِيٌّ بِعُطُورِهِ المُلَوَّثَةِ
يُعَتِّقُ يَدَيْهِ فِي تَنْظِيفِ مَا بَيْنَ أَسْنَانِهِ
مِنْ جُثَّتِي الْحَيَّةِ الَّتِي مَرَّتْ خَلَلَهَا
تَارِكَةً صُرَاخَهَا فِي الشُّقُوقِ
يَصْطَكُّ بِأَسْبَابِهِ
مِثْلَ سَرِيرِ مُومِسٍ مُرْتَجٍّ
يَسْتَلْقِي
تَحْتَ
إِبْطِهِ
الْخَدَرُ وَالمَاءُ
وَبِجَانِبِهِ لُهْثُ أَعْمِدَةٍ مُطْفَأَةٍ..
ثَمَّةَ كِبْرِيتٌ يَتَنَاثَرُ فِي زَوَايَا الْإِيلَاجِ
وَثَمَّةَ، أَيْضًا،
أَعْقَابُ أَشْبَاحٍ ضَجِرَةٍ
تُحَاوِلُ تَرْتِيبَ أَرْبِطَةِ أَعْنَاقِهَا
وَأَزْرَارِ انْكِشَافَاتِهَا الضَّائِعَةِ.
*
فِي صَوَابِ خَطَئِي
يَحْمِلُنِي انْدِفَاعِي بِسَاقَيْنِ مُفْرَدَتَيْنِ؛
كُلُّ خُطْوَةٍ فِي اتِّجَاهٍ
يَتَنَاحَلُ
بِمَوْهِبَةٍ يَابِسَةٍ
كأَنْ لَيْسَ لِي مَنْزِلٌ أَتَقَرَّاهُ مِنْ عِهْنِ السَّمَاءِ-
فَأَقْرَأُ عَلَى جَسَدِي فَسِيحَ سِيَاحَتِهِ
قَبْلَ أَنْ يَغْفُوَ بِحَذَرٍ
وَيُوَرِّثَنِي كَسَرَاتِ قِيَامَتِهِ.
*
أُخَبِّئُهُ فِي ذُهُولِ بَيَاضٍ مَرِيضٍ،
لكِنَّهَا فَتَحَاتُهُمْ فِي جُدْرَانِ عُرْيٍ؛
أُبْصِرُ صَهِيلِيَ مَسَافَةً لَا تَلْتَئِمُ-
وَأَهُشُّ هَيْبَتِي عَن دَوِيِّ تَفَاصِيلِهِمِ الْقَذِرَةِ؛
أَمْسُهُم حَانَتُهُمْ
يَوْمُهُم خَمْرُهُمْ
وَغَدِي يَتَرَنَّحُ بِالرَّائِحَةِ.
*
- مَا الَّذِي يَفْعَلُنِي
الْآنَ،
بِقَلَمٍ مَهْبُوبٍ
وَحِبْرٍ أَحْدَبٍ؟
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads