الرئيسية » » رسالةٌ إلى ابن خالتي | علي ذرب

رسالةٌ إلى ابن خالتي | علي ذرب

Written By Gpp on الجمعة، 26 يناير 2018 | يناير 26, 2018

رسالةٌ إلى ابن خالتي  | علي ذرب

                                                         
كان واسعاً, الأطفالُ ينسكبون فوقه, كان واسعاً تدخل فيه الأمهات لإسقاط الجثث الصغيرة من بطونها ومن أجل ابادة النُعاس كان ينفخ في يدي وكي لا أجد فمي فوق فمه ليس أمامي سوى أنْ أحاربَ مع الخوف ، أن أراه طفلا لا يهشمه طائر برأسه كان مروره خلف عينيَّ مصادفة, عرفته بين الحياة ونهاياتها العديدة التي يسقطها فوقي فم الجدة لم يكن شبيه الضحك الذي أشتيه ولم يكن غياب الأب الذي لا يمكن ملئهِ سوى بالأب ذاته لكنني كنت أقف حوله وعليه مراراً وأنتظره يفتح لي يده 
كان يرمي الشمس بالحجارة 
وكنت أرمي ظلي بركبتيّ
ولم يتكسر سوى من كنّا بانتظاره
المنازل في عينيهِ لحظات الضحية الأولى في الموت, هي ليست من وضعوها قرب ساقيك وساقيّ منذ البداية لكنها نمتْ فوق يومك ويوميّ الأخيرين في الطفولة فاطرقْ جسد أخي لأخرج إليك حاملاً عينيك لتمحوني بهما كما كان يريد لكنه لا يريد الآن أن أسحبَ منه الأذرع أن أسحب منه الجسد الذي ينبت في جوفه كي يراه كيف يركض في عريه ؟ ثم أمضي حاملاً رأسي ورأسه, بين رأسينا يوجد ظلام صغير أراه حيواناً ويراه ساقينِ يحملان شيئاً ما ويعدوان إلى جهة بعيدة, هل كان هناك حين ماتت يدي ؟ حين أخذوا كل الأشياء إليها وماتوا لأكون وحيدا أنظر إلى نفسي وأنا أظلل رغبتي كأنها كلبٌ  ينظر إلى بقايا العائلة ينظر لي ولم أكن في عينيه هائلا تظهر صورتي وأسقط ثم يطبقهما على الظلام, بقيتُ أغرق فيه كلما دخلتُ إليه بوجهي الصغير وبينما الآن لم يتبق غير ذراعيه تحملهما الأم لتمسح بهما زجاج المنزل بعد أن قمنا بتقطيعه إلى خرق صغيرة نجفف بها الجروح التي تنفجر في الأصابع ونسد بها ثقوب الجدران التي تخرج منها الحشرات,
 شيء متأخر الآن أن أتحدث عن هذا 
لكن من قام بسرقة قميصك هو أنا 
قميصك الذي أشتراه لك أبوك 
عندما تفوقتَ بدراستك 
بينما أختبئ في منزلكم خوفاً من أبي 
لأنني فشلتُ مرة أخرى بعبور تلك المرحلة 
كنتَ تتحدث عنه وتلمع عيناك 
بينما أحاول طوي قدمي 
كي لا تظهر أصابعي من حذائي المفتوح 
سرقته لأنني كنت لا أريد أن أسمع سخرية الأقارب 
عندما يروني أرتدي قميصي الوحيد 
الذي خاطته لي عمتي من بطانية قديمة 
سرقته لأنني كنتُ أرغب بالذهاب إلى المدرسة
ولو ليوم واحد بملابس جديدة 
أن أصدم عيون الأصدقاء لمرة واحدة 
أن تراني المعلمة التي كانت تكره غبائي 
بشكلٍ جديدٍ
وألّا تضعني خلف الباب 
لتهشم عصاها فوق ساقيّ 


أن أسحب منه جسدي في الليل 
كأنني أسحبه من حلم 
وأنام بين أختيّ
وعلى وجهي ترقد ابتسامة .

















التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads