الرئيسية » » للحب رواية أخرى | يونان سعد

للحب رواية أخرى | يونان سعد

Written By Unknown on الأربعاء، 19 يوليو 2017 | يوليو 19, 2017




للحب رواية أخرى | يونان سعد







للحب رواية أخرى

رجلٌ من ساكني البحر

كيف له أن يتنفس بحرية

في حضن فاتنة من حارة الصيادين!

لكنها هي بالبساطة تلك

هذه الخلخالة المنعشة

قبيل كل مساء

تترك الماء يصعد إلى سقف الغرفة

تدهن خياشيمه المجروحة بالزيت 

تأخذه نحو حديقة الكرز في القاع

تهبط به

ويهبط بها

وتتموج تحته مثل بحر خبير 

بالطيران


لن يأوب ﻵله أبدا 

ولن تعود لخشونة الصنارة

اتركوهما يا إخوتي اتركوهما

نحن الذين فقدنا ضلوعنا في الحرب

لماذا نود منهما أن يتبعانا للحصار؟


وحين يمر

طير الكآبة من هنا

أذكروهما

رجل وأنثاه سقطا في كومة من الورد

قبل أن يأكل البردُ المعاطفَ

وكان انتحارهما سهلا

وجميلا


كلما رن خلخالها

سقطت نجمة على كتفيه

لما تطلبون من الريح أن تقذفهما خارج

الأبواب

ربما ﻷن غريبين مارقان

وحدا اﻷضاد في طبخة فل

سنحرق أحقادنا وننثر الرماد على عتب البيوت

ربما ﻷن النشوة تسيل من كعبيها

واﻷرض تستسقي لبنا من خلف مشيتها

ستبكي البيوت إلى منفيهما

ربما ﻷنه امتطى ظهر كآبته نحوها

وتحجر مثل تمثال لا يتنفس كي 

يمر الهواء كاملا إليها

ستمشي مناديلنا في جنازتيهما مطأطأة الرؤوس

أتركوهما

ربما تكون الحرب فرصة لفرسة لم

تروضها المعاركُ والسيوفُ قط

كي تهرب للبراري




لن أقول سنكفُ عن الصيد

أو كأن سكان البحار سينتهون فجأة

عن لطم مراكبنا في الريح

لكني أقول اتركوهما

نقطتين من رذاذ يهربان من ضربة السيل

لن يطفئا شعلة الطوفان

نحن الذين عند الولادة

قمطتنا القابلات في أحقادنا

مازلنا نحب القتل

ما زلنا على عهد السواحل

والسواحل تجري على أطرافها

وتندس للفجر في حفرة الظلام

اتركوهما

بينما يسيحان في جسد النهار

بمنتهى الحب

سنقرفص على راحتنا نحن وسكان المياه

على عتبة البحر

نراقبهما في سكينة

قبل أن نرتطم للمرة اﻷلف

لكننا في هذه بالذات

للمرة اﻷولى

سننفذ اﻷقدار 

بغير حقد
























التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads