بعد الوجع:
(من مجموعة غير منشورة بعنوان "ماذا فعلتِ بالغيمة؟")
وحدك تمسك طعم الملح في ماء صداقاتك
و ترشه على شواطئ نواياك الناعمة,
و أنت من يلمح في رسائلك نزيف الصدأ
فتلعقه, كأنك تنتحر بما تكتب.
/ /
وحدك تعرف في هدوء بركة وجهك
أين يفأفأ الغضب
و أين تعشش أسراب المهانة,
و أنت من يتنفس المحنة
و يعرف وحشة من يعشقه الجميع.
/ /
أنت الذي رمحَت في سراديب روحك الواطئة
و خاضت في رطوبة نزواتك,
خيول الجنون.
وحدكَ واسع كالوديان وعرٌ كالحقول,
فأنت مضغت اليباس عن ربيع الشجر
و كحلت جفونك بريش الطيور الميتة.
/ /
أنتَ الذي صار أبعد من أوجاعه
لأنه لم يعد يشم فيها
إلا أنين الآخرين
/ /
بعد الوجع,
تعرف أنَّ هناك عناء التعوّد عليه,
فتسرع في ابتعادك
و تحترف اختراع ابتساماتك.