الرئيسية » » مشنقة ينقصها عقدة الذنب | رضا أحمد

مشنقة ينقصها عقدة الذنب | رضا أحمد

Written By Unknown on الأربعاء، 28 يونيو 2017 | يونيو 28, 2017


مشنقة ينقصها عقدة الذنب


لا أفترض شيئا
لست عمياء أعيد حياكة الجرائم 
بمزيد من التعفف
لأعرب عن خطيئتي وأنا بعيدة بقدر الشمس،
لا أتطفل على الودائع العابرة للحدود
وهذا يكفي ليمر كل شيء:
الأطفال الذين يتنقلون بين الحنسيات
 في علب الصرافة،
المياه العالقة تحت الطحالب في البيات الشتوي،
الأغنيات المهاجرة خلف رائحة الدولار
والتخفيضات اللاحقة على كل وجبة فاسدة
في السوق السوداء.
 
أمور كثيرة كانت ستلزمني 
لاتجاوز الإصابة بالبثور وطلقات الرصاص
والعقوبات الرادعة للحالمين 
الذين يجازفون بكامل وعيهم
لتخطي أدخنة السجائر والحشيش
في المدراس الرخيصة لتعاطي الخبرات.

أرى ظلي البريء في عصفور 
وضع رأسه أمامي في الفخ،
لم يخطط لسرقة قطعة الجبن كلها،
لم ينتحل هوية الفأر 
حتى يلزم السيناريو بميتة شنيعة كهذه،
أراد فقط أن يصبح صبورا على الحياة 
بقدر ما تتسع تغريدته لأنفاس طويلة 
تجتذب أنثى 
تشاركه جمع قش العش.

لذا لن أفترض أمورا لا تحدث
الحروب في الشوارع الخلفية 
تجمع رفاتها في حفل تتويج أجمل إصابة قاتلة،
الورود تنسق نفسها لتليق في الأخير بقبر
والسطور التي كادت لحروف بعينها 
لتسقط 
كما الذباب في صحن حساء
لن تغير بروتكولات المراهنات 
لدى بائع الفلافل 
في جائع يجيد تأويل الشعر.

لدي كل ما أريد وأكثر
كل الرؤى بلا قيمة خارج نطاق عيني،
على الأرجح لن أجهد نفسي
في التحديق وراء التوابيت المغلقة،
الكتب المقدسة
والتنظيمات الداخلية لأسراب النمل.

لن أنتظر كثيرا
الليل يزحف بجفافه إلى قلبي
ورغبتي في الفرار تتلاشى،
يعجبني حين يكون الظلام مشكلة الآخرين
وأنا الوحيدة التي تقتات على الضوء
أسبابها المتاحة للنجاة،
الآن علي أن أصرخ
أرتجف وأهذي،
أصنع محفة مفتولة بسواعد الرجال
تتفقدني 
حين يتهاوى كل ما أملك
بلا ضجيج
بلا فرصة متاحة للتفتيش أو التمهل
بلا ضغينة مسبقة
ودون أعراض مؤكدة بمقاييس الموت،
في النهاية
قلبي يتماثل مع قبضة يدي
لن ينقذه أحد غيري
من الاصطدام القاسي بالوعي.

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads