قصيدتان/ للشاعر الفرنسيّ : شارل بودلير
ترجمة الشاعرة الجزائرية: ليلى يونس
................................
(هاجس):
روح الغابة(*) تُخِيفُ كالمَعَابِد و تَصرُخُ كالأورغ ؛
فِي قُلوبِـنا المَنذُورَةِ للشقاءِ غرفٌ فِي حِدادٍ دَائِـم ؛ يَهتَزُّ بِـها صَدَى صُراخٍ قَدِيم
.
كم أكرَهُـكَ أيُّـها المُحِيط !
قَفَزاتُكَ و تَقَلُّـبَاتُك
تُشبِه مزَاجَ رُوحِـي
.
هذه الضّحكات مُرّة، لِرَجُلٍ مَهـزُوم
مليئة بالنحيب و الشتائم
أَسمَـعُهَا فِي ضَحكَـاتِ البَحرِ العَالِيَة
.
أيها اللَّيل. سأحبك أكثر لو ضَيَّعتَ نُجُومَك؛
لِـنُورِك لُغَـةٌ مَعرُوفَة
أبحث الآن عن العَدَم... الظَّـلاَمِ و العُري!
.
تِلكَ الظُّلُمَـات! أهِيَ نُجُومٌ أيضا؟
هُنَاك حَيثُ يَعِيشُ و يُشرِق مِن عَينَـيَّ أولئِك
الذِين فَقَدتُهم.. بِنَظَـراتِهِم المألوفة.
.........
(*) روح الغابة: عند ديانات الفودو بجزر آيتي هي روح تتوسط بين البشر و الإله تُقدّم القرابين خشية غضبها.
***
***
(موت العَشِيقَين): ستكون لنا أسِرَّة مَلِيئة بالرّوائِح الخَفِيفة، أرائِك عَمِيقَة كالقُبور، وأزهارٌ غريبَةٌ على الرّفوف، مغلقة من أجلنا تحت سماوات أجمل. . نستهلِكُ في الرغبة حرارتنا الأخيرة، قلبانا واسعان متوهجان، يعكسان ضياءهما المضاعف في مرايا الروح. . مساءٌ مَصنُوع بالزَّهرِيّ وأزرَقٍ سِريّ يُرعِد مرّة واحدة، كنَحِيبٍ طويل، مليء بالوداع؛ . لاحقاً سيفتح ملاك البوَّابات جزئياً، يأتي وفِياً مُبتَهجاً، يوقظ المَرايا المُعتِمة واللّهَب الميت.
ترجمة الشاعرة الجزائرية: ليلى يونس
(موت العَشِيقَين): ستكون لنا أسِرَّة مَلِيئة بالرّوائِح الخَفِيفة، أرائِك عَمِيقَة كالقُبور، وأزهارٌ غريبَةٌ على الرّفوف، مغلقة من أجلنا تحت سماوات أجمل. . نستهلِكُ في الرغبة حرارتنا الأخيرة، قلبانا واسعان متوهجان، يعكسان ضياءهما المضاعف في مرايا الروح. . مساءٌ مَصنُوع بالزَّهرِيّ وأزرَقٍ سِريّ يُرعِد مرّة واحدة، كنَحِيبٍ طويل، مليء بالوداع؛ . لاحقاً سيفتح ملاك البوَّابات جزئياً، يأتي وفِياً مُبتَهجاً، يوقظ المَرايا المُعتِمة واللّهَب الميت.