الرئيسية » » صوتٌ لا يصيبُ أحداً ورصاصٌ مُتواطِئٌ معَ الضَّحية | مرح مجارسة

صوتٌ لا يصيبُ أحداً ورصاصٌ مُتواطِئٌ معَ الضَّحية | مرح مجارسة

Written By هشام الصباحي on الخميس، 1 يونيو 2017 | يونيو 01, 2017

نتقاسمُ الخبزَ وفضاءَ المَجاعةِ.

نرسمُ السَّماءَ جثةً، ثُمَّ نثقبُها بعُضْوٍ ذكَريٍّ.

لنا إلهٌ رخوٌ يصفعُ وجهَ الماءِ،
ويطفو بخفقانِ ذيلهِ في رَحِمِ النَّهر.

نحنُ من لعَقَ لساننا نهْدَاً
أو تفاحةً
فجاءَ البدءُ حرباً.

أحبُّ امرأةً تدلقُ في العتمةِ تجاعيدَ مرآتِها
هي وأنا غريبانِ ندفعُ للمقاهي ثمنَ الوقتِ الضّائعِ
و نغسلُ الصَّباحَ بماءِ الشَّهواتِ المُؤجَّلة
ونتدلَّى
حبلَيْ مِشنقةٍ
فردتَيْ حذاءٍ بكعبٍ عالٍ
تهشَّمتْ أنفاسُهُ.


أحبُّها
تُدثِّرُني بقعُ الشَّمسِ على ثوبها النّاعمِ
لا أعرفُ أيُّ عكازٍ أفضلُ للتَّحليقِ في مساءٍ مُجعَّدٍ.
وأيُّ ربطةِ عنقٍ أنسبُ
لقلبِ التَّوقُّعِ في صورةٍ كسولة.

أحبُّها أحبُّ انتحارَها..
الذي يشبهُ انتحارَ قطرةِ ندىً على ياسمينةٍ.

أحبُّها.. أجمَعُ خُطواتي بيدي..
مُتسكِّعٌ يحملُ الشمسَ لها
في كيس نايلون.

سألتني..
_كيفَ تجعلُ يومَكَ الباهتَ قصيدةً؟

مُجرَّدُ تذكرةٍ زائدةٍ لفيلمٍ قصيرٍ
عن عابرينَ لن يصِلُوا
وأرضٍ لن تتوقفَ عن الدَّورانِ
 في أيِّ مشهدٍ.. 

مفتاحكَ ملَّ الثَّرثرةَ الرَّتيبةَ لبيتكَ
المُفرطِ في الانحناءِ
والطُّمأنينةِ.

ضجرُ حذائِكَ مَعطوبِ الجناحينِ
ينفضُ الشوارعَ عن أسفلِهِ، ويتثاءَبُ..

ثلاثةُ عقاربَ مَشنوقةٌ في السّاعةِ
خدَرٌ في فقاعةِ الوقتِ
يعيدُ طبْعَ الأيامِ بورقةِ كربونٍ
والكثيرُ الكثيرُ
ممّا لا شأنَ لكَ بهِ!  

... تُقاسِمُ العتمةُ دنَسَ الاستعجالِ في القذفِ
تهرسُ جسدكَ وأنتَ تحلمُ بسيدةٍ تنفخُ عنها غبارَ نهديْها
تعلكانِ شرشفَ اللَّيلِ
تتأمَّلانِ معاً الضَّوءَ الخشِنَ
على رُخامِ المزهريَّةِ
تلعقُ ملحَ الدَّمعِ المُترسِّبِ على أصابعِ مُومسِكَ الحزينةِ
تغازلُ البردَ على قطبِ جسدِها
يطمركَ الثلجُ الهشُّ
تجربانِ الحُبَّ
على ضوءِ الظِّلّ.

تزرعُ اليأسَ في أرضٍ خصبة
وتستجدي الدَّمعَ المُتعبَ من مزاريبِ عينيكَ
تدسُّ يدكَ في جيبكَ
تُخرِجُ احتمالاً جديداً
أو تعيدُ ترتيبَ أحجارِ الرَّصيفِ إلى بيتكَ
من دونِ أن تأبهَ لسُكْرِ الخَيالاتِ العابرة
أو لتثاؤبِ الشَّحاذينَ وخُمولِ أيديهم
وهي تكرِّرُ المقطعَ الأخير
من سيمفونيةِ الانتظارِ.

تتسلَّى بالتَّصفيقِ الطَّويلِ
لمَنْ يُدخِلُ هدفاً في مرمى
قد يكونُ مرماكَ،
ثُمَّ تتكوَّرُ على كرسيٍّ ينمو وحيداً
في حوضِ المقهى.

تحزمُ حقيبةَ أضلاعِكَ المُكَسَّرة
وتُغادِرُ الحربَ حيّاً..

تمسَحُ عرَقَ الطُّرُقِ الخائفةِ
بآخرِ خِرْقةٍ بقيَتْ من ثيابِ أصدقائِكَ الغائبينَ
تُؤجِّلُ هروبَكَ من العالَمِ
تتسمَّرُ لوحةً على جدارِهِ
مَلامِحَ جُثَّةٍ تتلاشى ببطءٍ
ساقُكَ على عتبةِ المَجهولِ
صوتُكَ يصعَدُ الدَّرَجَ
تتمدَّدُ في جوفِ امرأةٍ لا تعرفُها
تخبِّئُكَ من الحربِ
تُقدِّمُ لكَ بيتاً وأطفالاً ودواءً
ودفتراً لتموينِ حصَّتِكَ الشَّهريّةِ
من غنائمِ الموتِ.
***
طيورُ البُومِ الشّاخصاتُ بعيونهنَّ الحُمر
وصدورهنَّ المَنفوخةِ
تداعبنَ وسادتَكَ المُقرَّحة حتّى تغفو
ظلُّكَ يحكُّ الأرضَ من تحتِكَ
الحياةُ تنشغِلُ عنكَ
وتقذفُ بكَ نحوَ الخلف.

*****

المصدر أوكسجين
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads