الرئيسية » » لا ذنب لي إن كنتَ ابن البحر | بسمة شيخو

لا ذنب لي إن كنتَ ابن البحر | بسمة شيخو

Written By هشام الصباحي on الأحد، 7 مايو 2017 | مايو 07, 2017

لا ذنب لي إن كنتَ ابن البحر وطرقاتك رملية، بنفخةٍ منك تمحو خطواتي، وتنسى أنني مررتُ من هنا؛ لا ذنب لي إن كنتُ ابنة المدينة والطريق إليّ من الاسمنت الطريّ ماذا أفعل لتزول آثارك عن طريقي؟ اسمك يحمل نقطتين حبستني بينهما لا صدى يردد صرخاتي؛ حاجباك معقودان كيف أهرب من وجهك لآن! أنا العالقة في دائرة ذقنك لم أكن جزءاً من حلمك البسيط ألم تبصرني في مرآتك! كم من التنهيدات عليّ أن أطلق لأنفّس بالون الحزن المنتفخ في صدري اليوم ؟ كيف أحشر وجهي في صورة الغد لديك ؟ اسمح لي الآن أن أجثو على ركبتي كفارس من العصور الوسطى أقدّم لك قلباً أبيض على وسادةٍ بيضاء وأراقبك من بعيد وأنت ترميه بالوحل وتضحك وتصرخ بي قلبك متسخ! أراقبك وأنت تلعب بدموعي "دحاحل" لتتجمّع كلها في الحفرة، وتفوز؛ مستغربةٌ جداً كيف اتسعت عيناي الصغيرتان لكل تلك الدموع البارحة على الشرفة صنعت منها بحراً صغيراً انظر نكاد نغرق! أرجوك أوقف البكاء تكاد الدموع تمحي كلّ الذكريات ها هو الحبر يسيل من بين أصابع لقائنا الأول الحبر اندّس بين أسناننا قبيحةٌ ابتسامتنا الآن . . هل تقبل أن نتبادل ؟ أعطيك قوارير مليئة بالدموع وتسمح لي بأن أسرق ذكرى سيئة؛ تعال نتبادل خذ ضحكاتي كاملة واترك لي الفرح الذي كان يملأ عينيك ساعة لقائي سأعطيك عمراً وأسرق منك يوماً مرّ أمزقه لثواني وأتركه يتلاشى بلا معنى؛ حينها ستنسى، وأعيش تقول أن الرجل الذي أحبني قد مات قتلتُه دون قصد، سأجرب أن أكون إلهاً -كما تخبرني دائماً - وأستغل مزايا الألوهية أحاول إحياءه سأنفخ فيه من روحي أستعيد أساطير الخلق من الكتب المقدسة ألتزم بالتعليمات سأردد بأذنه "أنا أحبك" وأنتظر عودته... إن فشلتُ سأهجر سمائي أشعلُ عرشي أطأطئ رأسي وأسير في جنازته سأسقي قبره كل ليلةٍ ربما ألتقي بك هناك، هل ستتذكره يوماً -الرجل الذي أحبني-؟ سأجلب عشاقي لضريحه ليقرؤوا على الشاهدة "هنا يرقد الرجل الذي عرّفني معنى الحب" فيبكوا عليّ ويغادروا إلى الأبد.
24/2/2017
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads