الرئيسية » » حافي القدمين أتمشى فوق بلاط الشقة | أمجد ريان

حافي القدمين أتمشى فوق بلاط الشقة | أمجد ريان

Written By هشام الصباحي on السبت، 6 مايو 2017 | مايو 06, 2017

حافي القدمين أتمشى فوق بلاط الشقة

..
الخيال دائماً هو الذى يغذى السحر والأسطورة
وهو الذى يغذى الواقع
والمصريون زيّنوا مقدمة القارب برأس كبش
لكى يكونوا أقوياء فى الماء
وأنا أعمل ثقباً في الحائط بــ"الشنيور" لكي أعلق صورة المرحوم :
الزمان يطحننا ، والهواء يطحننا
والتجاعيد تطحننا ، والبشر ضائعون فى قاع المدينة
يبحثون عن التدفق والإرواء ، ويبحثون عما لايعلمون .
.
حافي القدمين أتمشى فوق بلاط الشقة
دون أن أعرف كيف أتغلب على هزيمة الروح
الروح مهزومة ، والسنوات مهزومة ،
 والفتاة الصغيرة التي احتمت بصدري عندما هاجمها الكلب العنيف ، تشبثت بضلوعي أكثر ، وأنا كنت أريد أن أحدثها عن فعاليات النخب ، والقوى السياسية في بلدنا
 وكنت أريد أن أبحث معها في جوجل ، ونظل نقلّب بين المعلومات المهمة ، والمعلومات الأقل أهمية ، عن سر الجمال الوجه الأنثوي .
.
وقفت العربة المرسيدس التقليدية ، أمام محطة البنزين تماماً
وكلنا غارقون بأجسامنا فى لقطات صغيرة ، والشارع يشبه العابرين تماماً
كانت المرأة الجالسة في الكوفي شوب ، تخفض صوتها تماماً
وهي تحدث زميلتها عن انتهاء دورتها الشهرية ،
علينا أن نتعلم كيف نقف على مسافة بيننا وبين الأحداث
لكي نفهمها على حق ، لأن كل فريق سياسي يتمحور حول رؤيته التفسيرية
وقد أعلنتها "فردوس بهنسي" واضحة جلية :
تعمل الأمم المتحده لجنة لحمايه حقوق المرأة ،
وتسلمها لأكبر دوله تنتهك حقوق النساء .
.
قرأت على هاتفي المحمول رقماً لا أعرفه ، فسألت نفسي :
هل الجسد هامش في الموت ؟
أشياء منسية وجدتها في درج المكتب ، ولقد نسيت أهميتها بالفعل
وفوق جدارية الجرافيتى : تتراص الوقائع الحسية ،
والفتاة تسير مع زميلاتها ، وكلما رن الهاتف
كانت تسرع لتسبقهن بخطوات ، لتظل المكالمة سرية .
.
تأخذ السحابة شكل امرأة عارية
ومن خلف رفوف المكتبة ، كنت أراقب
هذه التقاطيع المنمنمة لوجهها ، فأقول لنفسي :
ينبغي ألا يوضع كافة المعارضين في سلة واحدة ،
وأقول لنفسي أيضاً : أريد أن أجرى في النهر بقارب : مقدمته رأس كبش .
.
امنحوا جدارية الجرافيتي لغة الإنسان الكلى
اللغة الممتلئة بنقاط الضعف ،
وصوروا هذه المرأة السمينة الجالسة فى جانب الأريكة
متململة ، تحرك الجسد لليمين واليسار
وأنفاسها الحارة تحرق الهواء
إنها تتثنى ، ويبدو أنها ترسل بطرف عينها
 نداء للحنان البعيد الذي يتواري .
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads