الرئيسية » » يستجمعُ مشاعرَهُ ويتنهد | أحمد المريخي

يستجمعُ مشاعرَهُ ويتنهد | أحمد المريخي

Written By هشام الصباحي on الأربعاء، 3 مايو 2017 | مايو 03, 2017

يستجمعُ مشاعرَهُ ويتنهد
أحمد المريخي (القاهرة - يوليو/ أغسطس 2015)


مثلَ وردة في غابة من زهور،
مثلَ مزهرية يبُسَ وردُها،
مثلَ كفيفٍ بلا ذاكرة، 
مثلَ ملابس ميتٍ لا أهل له 
وكالجثمان بلا ذكرى؛ 
كانت مساحةُ المعسكر أوسعَ من خيال الأسرى.
ويقولُ حاملُ المفاتيح: لقد خرج الله مني؛ قال لي "شعرتُ بالخوف وأنا داخلك لم تخف. شعرت بالضُعف لم تضعف. شعرت بالحزن، ولا تحزن". وقال "خرجتُ منك لأنك ميتٌ".
::
القطارُ أيضًا بات وحيدًا؛ يتحسَّسُ مقعدَه، 
يتفرَّسُ الركاب واحدًا واحدا، ثم يمكثُ ما بين العربات
يستجمعُ مشاعره ويتنهد
سيجارتُهُ ملءُ فمِهِ، ....، و"عيونه دبّاحةْ"؛
كان يسألُ عن الحب
تقول السماءُ: المطرُ. يقولُ النارَ. تقول: الشجرُ. يقول الرمادَ. تقولُ: عاشقان يؤنسان الأرض. يقولُ الدم.
وحكمةُ النمل: كلُّ شيء عدا القتل؛ "القتلُ خلود العدم".
وفي الخريف ينظفُ الكونُ ذاكرته مثل منسق حديقة يكنسُ الفناء.
::
وتقول القضبان: مهَّدتُ الرحلة وتمدَّدتُ 
شاركتُهُ مصيرَ السنوات؛ 
لقد بدأ سفرتَهُ في الشتاء، 
وعلى كتفيّ عبَرَ محطة الصيف
كانت الفلنكاتُ تميدُ حيث أتمطى
واتخذَ كلُّ شيء هَيْأتَهُ
الآن.. يريد العودة إلى الخلف!!
كلنا يستطيعُ العودة إلى الخلفِ، لكن.. ماذا عن الطريق؟
وإلى أي رحلة يدعوني هذا القطار
كيف سيضبطُ سرعة الارتداد؟
وإن حدثَ هذا.. كيف يُعيدُ المَشاهدَ إلى صورتها الأولى؟
المسكين.. 
يُريد العودة إلى نقطة البداية بالطريقة التي وصل بها محطة النهاية
كيف "يُهَنْدل" الايقاع؛ 
الفلنكاتُ بجلالة قدرها لن تستوعب هذا النشاز.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads